الاثنين، 21 فبراير 2011

منير .. تامر حسني .. وطرفي النقيض


منى فوزي

تحولت الحياة من حولنا فجأة إلي فريقين !!

فريق مع الثورة وآخر ضدها !!

وعلي الرغم من أنني ضد هذا التصنيف وضد سياسة التخوين وإلقاء التهمة جزافاً علي البشر .. ضد أن نصنف البشر ما بين طرفي نقيض الخير والشر ، فيداخل كلاً منا هناك نسبة من الشر وأخري من الخير ، بداخلنا شيء من الجمال وبعض من القبح .

وعلي الرغم من إيماني مما سبق إلا أن النفس البشرية نجد بها كذلك شيء يطغي علي آخر ، فتصبح السمة الرئيسية لهذا الإنسان ، فنجد واحد بطبعه شرير وآخر خير .

لم تكن الثورة فقط فرصة لكي نتخلص من كثير من التابوهات ومراكز القوي علي المستوي السياسي والإجتماعي ، ولكنها فرصة كذلك لكي نتطهر فنياً ، نطهر أنفسنا ، عقولنا ، قلوبنا ، ووجداننا من كل ما هو رديء وقبيح .

لقد آن الأوان أن نلفظ كثيراً من الاصوات المتوسطة أو القبيحة التي صدعت (أدمغتنا) عشرات السنين .

آن الأوان أن نعترف ان هناك فن جميل وآخر رديء أو قبيح ، الأول يغني ويمثل ويكتب لنا ، والثاني يفعل نفس الشيء لكن من أجل أن يضحك علينا ويضللنا .

وما بين الجميل والقبيح خيطُ يشد طرفي بعضه الآخر فتارةً ينتصر الجمال وتارةً أخري ينتصر القبح وينتشر ويستشري ، ليصبح واقعاً يقبع فوق رؤسنا وقلوبنا لن يزعزعه إلا ثورة ، ثورة قد آن أوانها ، آن الأوان أن نثور علي كل صوت قبيح كان أو ضعيف نثور علي أنصاف المواهب ، نثور علي كل مشروع يأخذ من عقولنا ووجداننا ولا يضيف إلينا .

ولكي أقرب فكرة الجميل والقبيح في الفن أو الغناء فالاول هو محمد منير الذي طالما غني لنا ، كان من البداية يمتلك مشروعاً فنياً إجتماعياً وسياسياً لم يحد عنه يوماً ، غني للإنسان للطبيعة ، للثورة ، للشباب ، غني غناءً جميلً فصدقناه وصاحبناه في رحلته التي أمتدت لأكثر من ثلاثين عاماً .

أما القبح فيتمثل في فقاقيع آن الأوان لها أن تنقشع من حياتنا ، آن الأوان لها أن تنسحب فلن تستطع يوماً أن تغني لنا وإنما غنت علينا .

ذكرت في الأسبوع الماضي أن عمرو دياب أبرز الذين ضحكوا علي الشباب كون وجداناً مشوه ضعيف صور لهم أن الحياة كلها (حب × حب) ، إلي أن ثار نفس الشباب في وجهه معلنين أن هناك أشياء أخري كثيرة تستحق أن نغني لها ، وربما نموت من أجلها .

النموذج الثاني للفن القبيح هو تامر حسني الذي حاول منذ ظهوره أن ينتزع المكانة التي وقف فيها عمرو دياب والأثنان ما هما إلا أبطالاً من ورق ، سرعان ما طارت وسقطت عند أول منعطف .

تامر حسني نال من ثوار 25 يناير علقة ساخنة خرج علي أثرها من أرض ميدان الشهداء ، وهو الذي أعتاد أن يحُمل علي الأعناق وإذا به يخرج مطروداً علي يد نفس الشباب الذين غني عليهم كذلك لسنوات .

آخر حركة

آن الأوان أن نتطهر من الأصوات الرديئة والمشاريع الزائفة ، نتطهر من الأصوات القبيحة والمعاني الدارجة ، إنها بالفعل فرصة لن تتكرر مرةً أخري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق