الأربعاء، 23 فبراير 2011

خالد النبوي : تعالوا إلى مصر الآمنة الحرة


أمل فوزي

تساقطت دموعي وهو يقول وصوته مرتعشاً من شدة التأثر ، باكياً ثم منفجراً في البكاء ، يملأه الحماس والصدق : " مصر ..آمنة " ..آمنة بشبابها وناسها، مصر التي خرج فيها 20 مليون مصري دون أن تحدث جريمة سرقة او تحرش واحدة ...مصر آمنة ، تعالوا إلى مصر ، تعالوا لتشاركوا المصريين الذين حلموا بالحرية وها هم يصنعونها بايديهم وإرادتهم ، تعالوا إلى مصر الآمنةالحرة ...لا تتأخروا.

كعادته – هو خالد النبوي – المواطن مصري – الذي لم يكتف بمشاركته في ميدان التحرير خلال أيام الثورة المصرية، لكنه قرر ان يكون إيجابياً وعملياً وفاعلاً في وقت حرج ، بعد أن احتفل خالد النبوي مع ملايين المصريين يوم 11 فبراير بنجاح أول مطالب وأهداف الثورة ، فوجئ باتصال من الممثل العالمي شون بن الذي يدعوه لحضور احتفال وواحد من أهم الفعاليات العالمية " سينما من أجل السلام " .

" سينما من أجل السلام - مؤسسة عالمية ذات كيان راسخ تم تأسيسه منذ عشرة أعوام ، يهدف إلى دعم العدالة وحقوق الإنسان والسلام الإنساني في كل أنحاء العالم ، بالإضافة إلى تقديم المساعدات لبعض المناطق المنكوبة في العالم ، وبصفة شون بن كصديق شخصي للفنان خالد النبوي وبصفته أيضاً كأحد المكرمين في هذا الحدث العالمي لما يقدمه وينادي به من أجل دعم ومساندة هايتي .

قرر خالد النبوي السفر إلى برلين يوم 14 فبراير بصفته شاهد ، كمواطن مصري عايش ثورة تعد من أهم واعظم وأرقى الثورات في التاريخ الإنساني ، وقد ألقى النبوي خطبة رائعة امتزجت فيها كلماته بشهادته عن روعة هذه الثورة الاستثنائية في تاريخ الشعوب الإنسانية ، تحدث عن الحرية التي صنعها شباب رائع بمنتهى التحضر لإنقاذ مصر من معاناة ثلاثين عاماً ، تحدث عن الذين دفعوا حياتهم ثمناً للحرية ، عرض خالد لقطات مصورة عن أحداث الثورة ، عن الشهداء ، عن الأمهات ، عن الجرحى ، عن حالة التعانق الرائعة بين المصريين في الميدان ، كانت هذه الصور هي خلفية للأغنية الرائعة" أنا بحبك يابلادى " لعزيز الشافعي، تحدث خالد عن المستقبل الذي نحاول أن نصنعه بأيدينا وسننجح فيه ، تحدث عن الشباب الذين قاموا بصناعة الدروع البشرية لإنقاذ المتحف المصري ، تحدث عن الشباب الذين قاموا هم بحماية الكنائس والبيوت والعائلات عندما غابت الشرطة ، فأصبح الشعب هم حماة هذا الوطن ، وقد أنهى خالد كلماته ، بأن هذه هي مصر ، مصر الآمنة الحرة التي تنتظر أن تأتوا إليها لتشاهدوها وتشهدوا عظمتها وعظمة ناسها .

هذه الكلمات التي أنهى بها خالد ودموعه تسبقه كانت كافية لوقوف ما لايقل عن ثمانمائة من الحضور في هذه القاعة الواسعة ، دقائق طويلة وقفوها بعد خطبته الرائعة التي هزت مشاعر الكثيرين ، ومنهم شون بن الذي احتضنه وقال انه آسف لأنه لم يكن هناك في مصر " ليكون مع الشعب المصري في ثورته " ، ولكنه قادم وسيأتي قريباً، الكثيرون قادمون .

كانت المبادرة الرائعة التي انطلق بهها خالد في هذا الحدث الذي يحضره نخبة من فناني وسياسي وعلماء ورواد العالم من شخصيات لها ثقلها وفاعليتها في مجالات كثيرة أمر هام وهي "Come to Egypt" ..

" تعالوا إلى مصر " ، هي دعوة شديدة الذكاء والصدق ، في وقت لابد أن يكون فيه كل مواطن مصري سفيراً حقيقياً لمصر ، مصر التي آن الأوان أن يراها العالم بوجهها الحر الجديد .

من الشخصيات الهامة التي حضرت هذا الحدث المهم والذين كانوا مشاركين على نفس طاولة خالد النبوي وحيوه على هذه الكلمة : " بيانكا جاكار " رئيس منظمة حقوق الإنسان العالمية ، ودكتور " باز أولجرين " وهو أحد ثلاثة ممن هبطوا على سطح القمر .

ما فعله خالد النبوي بشهادته وكلمته في فعاليات منظمة " سينما من أجل السلام " ...يجعلني استوحى منه فكرة وهي أننا إذا أردنا تنشيط السياحة وعودة السائح إلى أرضنا الحرة ، فإن الأمر ليس متروكاً للقائمين بالعمل في مجال السياحة وحدهم ولكن الأمر يتطلب مجهودات فردية ، لقد صنع وأشعل " الفيسبوك " ثورة شعب ، فلماذا لا تكون الكلمة والدعاية الشفهية التي تمثل 65% من نجاح التسويق – كما يقول خبراء الدعاية – هي وسيلتنا في توجيه نفس الدعوة " تعالوا إلى مصر الحرة الآمنة " ، لماذا لا ينفق كل منا دقيقة واحدة من يومه لإرسال رسالة أو إيميل أو المشاركة مع أفراد في دول أخرى – عربية كانت أو أجنبية – لتوجيه هذه الدعوة .اعتقد أن الأمر يستحق ، فلنبدأ ، لم لا؟

يوماً ما ، وقريباً ...سيعود السائحون من كل أرجاء العالم ، فقط ليشاهدوا ميدان التحرير ، الميدان الذي شهد صناعة الحرية فيك يا مصر !!!

لمشاهدة كلمة خالد النبوي:

http://www.youtube.com/watch?v=sX7mhpyeFJU



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق