الاثنين، 21 فبراير 2011

مصر مش مطار


ناهد الشافعى


ستستمر الاعتصامات والاحتجاجات والمطالب الفئوية طالما استمرت هذه القيادات فى مواقعها.. وستظل الصحافة فاقدة لمصداقيتها اذا بقى رؤساء مجالس الادارة ورؤساء التحرير الذين دافعوا عن فساد مبارك ونظامه..ولم ولن يحدث أى تغيير فى مصر تحت ادارة وزارة تسيير الأعمال التى يرأسها أحمد شفيق..

أتعجب كثيرا من طلبات لا تنقطع تدعونا للعودة إلى أعمالنا وتأجيل الاعتصامات ونبذ الاحتجاجات ، يبشروننا بما أنجزته الثورة على يد الشعب، ويحذروننا من ضياعه "برضه" على يده.. يتناسون أو يتجاهلون أنهم هم من يعملون بكل طاقاتهم لبقاء الوضع على ما كان عليه قبل الثورة.. وكيف يغيرون ما صنعته أيديهم طوال سنوات، وكيف يعترفون أنهم هم من شاركوا فى ضياع ثروات مصر وتقديمها على طبق من ذهب لهذا النظام الفاسد، وانهم كانوا جزءا مشاركا وفاعلا فى هذا النظام الذى قامت الثورة لإسقاطه.. فى بقاء وزارة تسيير الأعمال رسالة لكل صاحب طلب مفادها "إلحق نفسك".. أليس هم من يعلنون صباح كل يوم عن رشوة هنا، وعظمة هناك؟!! تثبيت عمالة فى وزارة الصحة وفى وزارة البترول، تغيير عقود فى محافظة حلوان، إلغاء فوائد على قروض، التنازل عن الغرامات، علاوة، مكافأة..... "إلحق نفسك"، كلها كام يوم وعندما تسقر لهم الأمور سترجع ريما لعادتها القديمة، وإبقى قابلنى!!

لن يتغير أى شيئ الوجوه نفس الوجوه والتفكير هو هو..أليس السيد أحمد شفيق هو من صرح بعد توليه رئاسة الوزراة أن بقاء وزراء أحمد نظيف أمر ضرورى لأن لديهم ملفات مفتوحة لابد من إنهائها.. نعم!!! ماذا تقول يا رئيس حكومة تسيير الأعمال ؟! أية ملفات تقصد ؟! لقد قامت الثورة أصلا لتمنع استمرار العمل فى هذه الملفات وهذه الخطط التى أفقرت الشعب وأضاعت حقوقه وأثرت رجال النظام وأعوانهم.. وماذا يمكن أن يقدم هؤلاء الوزراء ولم يقدموه لأكثر من ست سنوات ؟!

كان هذا ما أكده شفيق فى أول حواراته التليفزيونية، وبعدها إنطلق.. لا توجد قناة فضائية أو أرضية، مصرية أو عربية أو غربية، إلا وأدلى فيها أحمد شفيق بمزيد من التصريحات والآراء التى تؤكد أنه لم ولن يحدث أى تغيير لا فى الفكر ولا فى الخطط ولا حتى فى الوعود.. أتحفنا السيد رئيس الوزارة المؤقت برأيه فى سلوكيات المصريين الذين لا يلتزمون – مثلا - بالخط الأبيض المرسوم على الطرق، رغم أنهم – تتصوروا - يلتزمون به عندما يسافرون خارج مصر!! وفى حوارارته المتعددة كانت أكثر كلمة كررها هى "ماأعرفش".. كم عدد المعتقلين السياسين؟ "ماأعرفش".. كم عدد الشهداء والمصابين؟ "ماأعرفش".. سألوه عم موقعة الجمل، برضه "ماأعرفش".. طب ماذا عن الحكومة الجديدة؟ "لسه ماأعرفش" .. ماذا تعرف يارئيس الوزارة، ولماذا تتكلم قبل أن تعرف، ومتى تنوى أن تعرف؟! وحتى عندما سأله رئيس تحرير جريدة حكومية : لمن أتقدم باستقالتى اتضح أنه – برضه – "مايعرفش".. ولأنه "مايعرفش" قرر أن يستمر كل رؤساء التحرير ورؤساء مجال الادارة فى مناصبهم!! شوفتوا الحلاوة !! هؤلاء الذين كذبوا وزوّروا الحقائق – وهم يعلمون – باقون لأن رئيس الوزراء "مايعرفش".. هؤلاء الذين أساءوا لكل رموز مصر لمجرد أن يرضى عنهم رجل واحد لن يتركوا مناصبهم لأن أحمد شفيق "مايعرفش".. صدقونى، لن يتغير أى شيئ، عارفين ليه!! لأن رئيس الوزراء "مايعرفش"

يقولون أن أعظم انجازات الوزير أحمد شفيق هو بناء صالة 3 فى مطار القاهرة، وأنه جدد مطار أسيوط، وطبعا طوّر مطار شرم الشيخ.. صحيح أنه نسى مطارات مثل الاسكندرية والأقصر وأسوان، وصحيح أن الكلام كتير عن التعيين بالواسطة فى المطار، وعن التفاوت الرهيب فى المرتبات، لكن مش مهم، المهم أن مصر ليست مطارا، والحكومة لا تحتمل وزراء ترانزيت "نغيرهم كل عشر أيام" كما قال السيد أحمد شفيق..

صدقونى..كلهم راحلون، ولكنها حلاوة الروح..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق