الثلاثاء، 22 فبراير 2011

أحسست أن الروح عادت للجسد




من شباب يناير 72 إلى شباب يناير 2011

أحسست أن الروح عادت للجسد

كاميليا عتريس

ماجدة نصير الطالبة بكلية الآداب وابتهال رشاد بالاقتصاد والعلوم السياسية كانتا ضمن جموع الطلاب التى خرجت من جامعات مصر تريد أخذ الثأر من العدو الإسرائيلى وأزالت عار الهزيمة .. وأيضا من أجل الحرية والعدل والديموقراطية ومحاربة الفساد عام 72 و 73 .. وبعد مرور أكثر من 35 عاما خرجت كلا منهما بصحبة أبناءها لتشارك فى ثورة 25 يناير 2011 تحت شعار ( عيش .. حرية كرامة .. ديمقراطية ) .

· ماجدة نصير أصغر متهمة

ماجدة جميل نصير الطالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة ابنة لواء شرطة جميل نصير ، كانت إحدى قيادات الحركة الطلابية فى 72 و 73 وتم القبض عليها وكان عمرها 17 عاما وسببت حرجا كبيرا لوالدها الذى كان مطلوب منه محاولة محاربة - ( القلة المنحرفة من الطلبة ) – كما كان يطلق عليهم أنور السادات .. ولكن لواء جميل لم يطلب من ماجدة تغيير موقفها وتركها تعبر عن رأيها ومطالبها وحقها فى الحرية .

قالت ماجدة التى تعمل الآن مضيفة طيران : " بعد مرور هذه السنوات الطويلة رجع الزمن بى عندما وجدت ابنتى ( مريم ) وهى تقول لى : " أنا نازلة المظاهرة النهاردة 25 يناير " وهذا اليوم متفقين عليه كلنا لنطالب بحقوقنا " وجدت نفسى بدون أن أشعر وبخوف الأم أقول لها : إوعى تنزلى .. فى مظاهرة وثورة بيعلن عن ميعادها هكذا لكل العالم .. والأمن والشرطة هيسيبوكم ؟ " قالت مريم : " ماما إنتى ربتين على حب البلد والدفاع عنها " ، قلت : " يا بنتى أنا خايفة عليكى وخايفة يحصل ما حصلنا .. إحنا قدرنا نتحمل ولكن أنتم لا تقدروا على تحمل الضرب والقنابل والمعتقلات "

ردت عليا قائلة : " ومين قالك إننا لا نقدر على تحمل كل هذا .. ماما من فضلك لا تحرمينى من شيء أنتى فعلتيه من قبل من أجل بلدنا وكمان كنتى أصغر منى " ، فوضعت يدى على يدها ونزلت معها المظاهرة فأحسست أن روحى عاد ت للجسد الميت مرة أخرى " .

ثم تستكمل ماجدة نصير حديثها قائلة : " أنا ربيت أولادى على حبهم لبلدهم وأن بكرة جاى بكل الأشياء الحلوة وعليهم بانتظاره .. لكن بكل صراحة فى فترة ما لم يكن لدينا أمل فى تحقيق هذه الأحلام ولكن كان علينا عمل الواجب الذى علينا والباقى على ربنا . فمنذ كانوا أولادى أطفالا حرصت على أخذهم لزيارة الأماكن الأثرية ليعرفوا تاريخهم وبلدهم العظيم ويرتبطوا بالمكان ويحبونه وكنت أيضا آخذهم لمشاهدة الأماكن الشعبية ومشاهدة البسطاء وكيف يعشون وكنت أشجع أولادى فى المشاركة فى العمل العام من من خلال الجمعيات الأهلية والزيارات الدائمة لبيوت المسنين والأيتام "

ولكن بكل صراحة لم أكن أتصور أن هذا سيؤدى إلى الاحتقان الذى وجدته داخلهم الذى أخذ يتزايد إلى هذا الحد ويؤدى إلى هذه الثورة .

ولا ننكر أن الثورة الهائلة فى التكنولوجيا وعالم الاتصالات ساعد على اتساع معرفتهم ورؤيتهم وتواصلهم مع الآخرين بالإضافة إلى الظروف التى أتاحت لعدد منهم بالسفر خارج مصر سواء بصحبة آباءهم فى للعمل او فى زيارات قصيرة هذا أتاح لهمم فرصة المقارنة بين مثر والبلاد الأخرى والمصرى محب لبلده مهما يبعد عنها لكنه مرتبط بها . وكان السؤل الدائم بينهم : " لماذا هذه البلاد أفضل من مصر على رغم أننا نملك كل الأشياء التى تجعلنا الأفضل ؟ "

ثم تنهى ماجدة حديثها قائلة : " أنا شخصيا لم أكن أتصور أن المارد سيخرج بهذا الشكل وبكل هذا الإصرار والتصدى وللأسف إحنا خدعنا أنفسنا بأننا تصورنا أننا أكثر منهم ثقافة ووطنية وحب لهذه البلد ولكن كنا معذورين فهم كانوا دائما يتمنوا السفر والهجرة والبعد عنها . ولكن لم ندرك أن هذا كان نوع من التعبير السلبى والسخط والرفض للوضع الذى نعيشه من بطالة وفساد وبلطجة وكذب وخداع : جرح المارد ووقف أمام القنابل والرصاص ويقول لا تراجع ولا استسلام مصر فوق الجميع وسننتصر وانتصروا وقالوا لنا فى ميــــدان التحريــــــر ( ارفع رأسك أنت مصرى ) ."

· ابتهال رشاد وعطاء مستمر :

ابتهال رشاد طالبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية رغم أناه كانت تمتلك قدرة عظيمة من الحنان والرقة والعطاء .. كانت تملك أيضا مثلها من الثورة والاحتقان ضج الفساد وكبت الحريات .. وارتباطها بقائد الحركة الطلابية ( زميلها أحمد عبد الله ) شكل ثنائى متميز وفعال فى الحركة فى يناير 72 ويناير 73 .

تقول الدكتورة ابتهال عن تجربتها فى انتفاضة يناير 72 : " تجربتنا لا تختلف كثيرا من حيث التوجه ومن حيث المطالب فكنا فى 72 نطالب بالحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية ورفع مستوى معيشة الفقراء بمعنى أنها كانت هناك مطالب اجتماعية وسياسية واقتصادية وأيضا الدخول فى حرب مع إسرائيل لأن السادات كان يقول دائما مع بداية كل عام " عام الحسم " لكن الشباب والطلبة والعمال ضاق بهم الخلق والصبر فى الوعود بالديموقراطية والحرية والعدالة .. فقاموا بانتفاضة 72 وشارك فيه الطلبة والطالبات وأيضا العمال وانضمت إليهم فئات أخرى كانت لها نفس المطالب مثل المهندسين والصحفيين والمحاميين ... الطلبة كانوا الشرارة الأولى من خلال مؤتمراتهم وندواتهم داخل الجامعة والتى أدت إلى خرجوهم إلى الشارع فانضم إليهم بقية الفئات .. وتوجهنا لميدان التحرير وتم الاعتصام به يوم 21 ، 22 يناير 1972 والأمن فعل بنا كما فعل بشباب 25 يناير 2011 التقط العناصر القيادية من الطلبة من قلب ميدان التحرير وتم اعتقالهم وألقيت القنابل المسيلة للدموع وضرب بالعصى على جموع الطلبة المتظاهرين .. ثم تضيف د. ابتهال قائلة : " العصى والقنابل كانت من أمريكا أيضا وكانت العصى مصنعة حديثا ومخصوصة بمشاغبات الطلبة .. نفس السيناريو الذى اتبعه الأمن لضرب الشباب فى ميدان التحرير ."

وعن شباب 25 يناير قالت : " إن حركة الشباب ليست حركة عفوية كما يدعى البعض بل كانت تراكم لأعمال العنف والقمع منذ 2006 حتى يومنا هذا ولكن الذى فجر هذه الثورة هو ما حدث للشاب خالد سعيد فى الإسكندرية وهى ليست وليدة 25 يناير ولكن الإعداد لها منذ بدء حركة المدونون المصريون فى بداية 2000 لأنها حركة إليكترونية والشباب قادر على استخدام التكنولوجيا الحديثة وهذا ساعد على هذه الثورة من اجل تجميع اكبر عدد من الأصوات وانضمت أكثر من حركة مع بعضها مثل حركة 6 أبريل وكفاية مع منظمات حقوق الإنسان التى لم تنتهى منذ حركة 72 حتى يومنا هذا .. والشباب لم ينفصل عن هذه الحركات التى تعلم منها المواثيق الدولية واحترام مبادئ حقوق الإنسان التى ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة ، ومن هذا فهذا الشباب يفهم ما هى حقوقهم .

" وكما قلت قدرتهم على استخدام التكنولوجيا الحديثة والإنترنت هو الذى ساعد رغم قانون الطوارئ الذى يمنع تجمع أكثر من ( 5 ) أفراد فى مكان واحد يعنى الاعتقال . فأصبحت هذه الأجهزة الحديثة طريقة اتصال سهلة وسريعة وتصل إلى أى مكان فنجح الشباب فى تحقيق حلم انتظرناه سنوات طويلة ورفعوا رؤوسنا إلى العنان ."

تحية لمريم وزملاءها ومرة أخرى صباح الخير على الورد اللى فتح فى جناين مصر .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق