السبت، 5 مارس 2011

عشرة أفلام من الصعب أن تشاهدها بعد الثورة


محمد عبد الرحمن

رصد هذه الأفلام لا علاقة له بقيمتها الفنية، وإنما لأن مشاهدتها بعد الثورة لن تكون ممتعة لمن سيقارن بين ما بها من أحداث درامية وما حدث بالفعل في الشارع المصري ابتداءا من 25 يناير الماضي

جواز بقرار جمهوري : كما نعرف الفيلم ينتهي بأن الرئيس السابق حسني مبارك سيحضر – باستخدام الجرافيك- حفل زفاف بطلي الفيلم في حارة شعبية، وبالطبع لو فكر مبارك في هذه الخطوة طوال 30 عاما ولم يعتمد على فيلم سينمائي لتحقيقها ربما ما خرج من القصر الجمهوري بهذه الطريقة، كما أن الفيلم يرصد أزمة عدم وصول شكاوى الناس للرئيس بينما تأكد المصريون جميعا أن الرئيس لم يكن يهتم أصلا بشكاويهم، رغم ذلك يمكن مشاهدة الفيلم دون الانتظار للمشهد الأخير.

طباخ الرئيس : طبعا الأمر متعلق أولا بموقف طلعت زكريا المؤسف من الثورة المصرية وأنه كان يفضل البقاء كطباخ للرئيس على أن يدعم ثورة الشعب الذي دعا له بالشفاء وتكفل بمصاريف علاجه لأن مبارك لم يدفع تلك النفقات من جيبه الخاص عكس ما يتوهم زكريا، لكن حتى لو كان البطل ممثلا أخر فأن الفيلم ينتمى للأعمال التي كانت تؤكد للناس أن الرئيس ليس مسئولا عن ما يحدث لهم من مظالم وهي أكذوبة كبرى سقطت قبل الثورة لا بعدها، لأن الثورة تحركت أساسا عندما تأكد المصريون أن مبارك هو السبب الرئيسي فيما يحدث لهم، مبارك الحقيقي لا خالد ذكي في الفيلم.

رامي الاعتصامي : مع خالص الاحترام لأحمد عيد وموقفه الايجابي من الثورة، ويكفيه ما فعله مع سيد علي وهناء السمري، لكن الفيلم تعامل مع الفايس بوك بنفس عقلية النظام السابق، وهو أنه يجمع مجموعة من الشباب التافه الذين لا يعرفون ما يريدون، ربما لم يكن لدى صناع الفيلم مساحة أكبر من الحرية، وكان نيتهم طيبة لأنهم قدموا أيضا شرائح أخرى من المجتمع المصري والفيلم ينتهي بأن البطل فكر في تدشين صفحة على الفايس بوك ضد الرئيس دون ذكر ذلك علنا بالطبع، لكن يظل الفيلم يقدم صورة غير حقيقية للشباب المصري الإيجابي على الفايس بوك.

حسن ومرقص : ثاني فيلم ليوسف معاطي في القائمة بعد طباخ الرئيس، لم نعد بحاجة لمشاهدته لان الكل أدرك أخيرا من كان المسئول عن الفتنة الطائفية في مصر ومن أشعل نارها في السنوات الأخيرة، بالتالي نحن في حاجة لأن يكتب لنا معاطي – إن استطاع- عن من أشعلوا الفتنة في الخفاء لا عن المصريين البسطاء الذين أصيبوا بنيران تلك الفتنة، ويتميز الفيلم فقط في أنه يقدم صورة كوميدية لمن يغير دينه ويضطر للتعايش مع الدين الأخر وهي صورة مقبولة دراميا بشرط ألا يكون سببها فتنة لا يتم اعلان مشعلها الحقيقي.

بون سواريه : وجود الفيلم في القائمة لا علاقة له بالثورة طبعا وإن كانت الاحداث حمت الجمهور من متابعة الاعلان المستفز لغادة عبد الرازق منذ بداية ديسمبر الماضي، كما أن وجوده لا علاقة له بغادة عبد الرازق كاحدى مناضلات ميدان مصطفي محمود، لكن لأنه يمثل مجموعة من الأفلام من الصعب أن تشاهدها بعد الثورة إذا أردت المشاركة في بناء حقيقي للمجتمع المصري بعدما تأكدنا أن هذه الأفلام لم يكن هدفها الترفيه وإنما التسطيح.

عسل أسود : رغم أهمية الفيلم لكن ما رصده من انهيار للانتماء إلى مصر ثبت أنه حالة عارضة انتهت بزوال النظام، بالتالي سيكون من الصعب تقبل أن يتخلى البطل عن جواز السفر المصري، أو يتعرض للاعتقال لأنه يلتقط صورا فوتوغرافية، على اعتبار أن تلك المشاهد لن نراها – باذن الله- في المستقبل القريب، يضاف إلى ما سبق أن أغنية "بالورقة والقلم" التي كانت تعاتب مصر اختفت تماما وبرزت بدلا منها أغنية "فيها حاجة حلوة" التي قدمها صناع الفيلم لتحقيق حالة من التعادل النفسي للجمهور، لكن بعد الثورة تأكد الجميع أن مصر فيها مليون حاجة حلوة بجد .

هي فوضى : أمين الشرطة كان النموذج الذي اضطر يوسف شاهين للاعتماد عليه للتحذير من فساد الشرطة، لأنه لم يكن قادراً بالطبع على أن يعطى بطل الفيلم رتبة ضابط، لكن الآن الكل يعرف أنه لا يمكن أن يكون أمين الشرطة مجرماً في قسم يحكمه ضابط عادل، ومشهد اقتحام أهل شبرا للقسم لم يعد سينمائيا كما صوره شاهين فقد حققه الناس على أرض الواقع بالتالي سيشاهدونه باعتباره واقعا لا حلما كانوا يتمنوا تحقيقه.

عايز حقي : ليس فقط لأن الدستور الذي اكتشفه بطل الفيلم "صابر الطيب" سيتغير ولكن لأن الشعب لم يعد بحاجة لاكتشاف مادة الملكية العامة حتى يطالب بحقوقه، الثورة أرسلت تحذيرا شديد اللهجة لما سيحكم مصر مستقبلا، اعطى الناس حقوقها بدل من أن يطردوك خارج القصر، في الفيلم كان الحل فانتازيا وهو أن يباع المال العام ويقسم على الشعب، في المستقبل سيحمي الشعب المال العام ويحصل الكل على نصيبه بالعدل أو هكذا أتمنى.

ظاظا : من سيشاهد الفيلم مستقبلا لن يكمنه التوقف عن المقارنة بين شخصية "متولي الحناوي" و" حسني مبارك"، خصوصا بعدما سمعوا عن الطريقة التي كان يدار بها القصر الجمهوري، لكن الفيلم ينتمى لسينما الفانتازيا التي تسقط بسهولة أمام الواقعية، بالتالي الناس الآن ليسوا بحاجة لمشاهدة تحول ديموقراطي يحدث بالصدفة على شاشة السينما ويجبر الرئيس العجوز على الانتقال لشقة إيجار جديد كما كان يقول "سعيد ظاظا" ، كما أن الرقابة لن تجرؤ مستقبلا على أن تجعل أحداث الفيلم تدور في دولة مبهمة كما فعلت مع "ظاظا" الذي كان أسمه "ظاظا رئيس جمهورية"، في كل الأحوال يجب رفع القبعة لهاني رمزي الذي يتواجد في هذه القائمة بثلاثة أفلام كونه نجح في تقديم أفلام تعبر عن واقع الشارع المصري في ظل ظروف عصيبة مر بها المصريون وفي الهامش المتاح رقابياً.

معالي الوزير : مع كافة الاحترام والتقدير للنجم الراحل أحمد ذكي لكن كل الفساد الذي ظهر به في الفيلم لا يقارن بما فعله وزراء لجنة السياسات، بالتالي نشاهد الفيلم فقط للتمتع بأداء النجم الراجل، لكن الفيلم قد يصنف الآن بأنه كان محاولة لتجميل وزراء العهد البائد لأن فسادهم كان محتملاً حسب الفيلم الذي كانت ثروة الوزير فيه لا تزيد عن 150 مليون دولار فقط حيث يبدو أن وحيد حامد لم يتخيل أن هناك وزراء لديهم كل هذا الكم من المليارات وإن كان يحسب لحامد أنه قدم الفيلم قبل دخول رجال الأعمال لعبة السياسة في مصر.

بالأسماء : المرشحون للتغيير والقيادات الجديدة للمؤسسات الصحفية


عبدالجواد أبوكب

علمت صباح الخير الأصلية أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المؤسسات الصحفية الحكومية قاربت علي أن تؤتي ثمارها رغم قبول إستقالة حكومة الفريق أحمد شفيق التي كانت تضم الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء والمشرف علي المجلس الأعلي للصحافة المسئول عن هذه المؤسسات حاليًا.

وبات في حكم المؤكد إجراء تغييرات صحفية ستكون الأضخم في تاريخ الصحافة المصرية،وتشمل التغييرات غالبية المؤسسات وتضم قائمة التغيير عبدالله حسن رئيس مجلس ادارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، وعلي هاشم رئيس مجلس إدارة دار التحرير،ومحمد علي ابراهيم رئيس تحرير الجمهورية،وخالد إمام رئيس تحرير جريدة المساء،وعبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام،وأسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام،وطارق حسن رئيس تحرير الأهرام المسائي،وممتاز القط رئيس تحرير أخبار اليوم،وياسر رزق رئيس تحرير الأخبار،ورفعت رشاد رئيس تحرير آخر ساعة،وكرم جبر رئيس مجلس ادارة روز اليوسف،وعبدالله كمال رئيس تحرير روزاليوسف،ومحمد عبدالنور رئيس تحرير مجلة صباح الخير،وحسن الرشيدي رئيس تحرير جريدة المسائية،ومحمد العزيزي رئيس تحرير جريدة الرأي،وعبدالقادر شهيب رئيس مجلس ادارة دار الهلال،وإسماعيل منتصر رئيس مجلس ادارة دار المعارف،ومجدي الدقاق رئيس تحرير مجلة أكتوبر.

وتضم قائمة المرشحين عددا كبيرا من الأسماء البارزة علي رأسها الكاتب الكبير فاروق جويدة وعبدالعظيم درويش وضياء رشوان ومحمد خراجة في الأهرام، ومحمد البنا ومحمد عمر ورفعت فياض في أخبار اليوم،ووائل الأبراشي، وابراهيم خليل،وأسامة سلامة في روز اليوسف،وألفت جعفر وعصام زكريا ونبيل صديق في صباح الخير،وومحمد حسنين ومحمد نجم في دار المعارف(مجلة أكتوبر)،وحمدي رزق لمجلس ادارة دار الهلال وغالي محمد وسليمان عبدالعظيم وأحمد أيوب ونبيل رشوان في ترشيحات مجلة المصور،وفي وكالة أنباء الشرق الأوسط هناك عدة أسماء أبرزها رجائي الميرغني،بينما لم تتضح الصورة بعد بالنسبة لدار التحرير،وهناك احتمال لطرح أسماء من خارج المؤسسات لتولي مهمة الادارة.

وفي سياق متصل علمت صباح الخير الأصلية أن تحركات مكثفة تبذل من بعض أعضاء المجلس الأعلي للصحافة لعدم إجراء التغييرات والإبقاء علي القيادات الحالية ويتزعم هذا الإتجاه الإعلامي القدير لويس جريس الذي يساند بقوة ثلاثي روز اليوسف كرم جبر وعبدالله كمال ومحمد عبدالنور.

ورغم عدم وضوح الرؤية بسبب التغيير الوزاري إلا أن الإعتراضات علي القيادات الحالية تتواصل وقد دخلت الدائرة بقوة مؤسسة أخبار اليوم بعد مؤسسات الأهرام وروز اليوسف والوكالة ودار التحرير ،ويري مراقبون أن تأخير التغييرات الصحفية ينذر بإنفجار الأوضاع داخل هذه المؤسسات.

تعظيم سلام ...عشان ما تنضربش على قفاك !!


أمل فوزي

الرفاق حائرون ، يتساءلون ، يعملون برامج كثيرة ورغي أكثر ، يتناقشون ويتحاورون "كيف نعيد الأمن للشارع المصري ؟ ، كيف نعيد الثقة بين رجل الشارع وبين ضابط الشرطة ، والحقيقة انه من الأجدى ان نقول بمنتهى الصراحة : كيف نبنى علاقة بين المواطن وبين ضابط الشرطة ، بين ذلك الجهاز الذي تقع على من كان يديره وهم فئة من " الخونة " الذين لا يجوز عليهم وصف اقل من تهمة " الخيانة العظمى " ، تلك التهمة التي ستظل لصيقة بهذه المرحلة الزمنية والحقبة التي سيتذكرها كل مصري شاهد وشهد ماحدث بعين شاهد العيان و أيضاً بعين اوبقلب الخائف الذي كان قابعاً في منزله ..من ماتوا ومن جرحوا ومن خافوا ومن تم ترويعهم ...كلهم أبرياء وضحايا في ذنب ذلك الجهاز الذي لوث الطاهر منهم ، بل قتله ايضاً ، وسيسجل التاريخ ما حدث للواء مححمد البطران مدير سجن الفيوم ، الذي ظل وثبت بقسمه لحماية شعبه ، حافظ على القسم ورفض التخلي والخيانة فقتلوه .

يسألون الآن كيف تعاد العلاقة وفي كل مرة اسمع فيها هذا الحوار ، اصاب بالتشنج واريد ان أقول باعلى صوت واشق حنجرتي صارخة : حاكموا القتلة ، فتمتصوا الغضب ، أخرجوا علينا ، على الشعب بمحاكمات عاجلة وحاسمة ، تحمل المسمى الحقيقي لها " الخيانة العظمى والقتل العمد ، واستخدام رصاص محظور دولياً في مواجهة مواطنين عزل لا يرتكبون اي خطأ قانوني ، فقط يعبرون سلمياً عن مطالبهم ، قتلوا لأنهم ينفذون الدستور والقانون ويعبرون عن حقهم في التعبير ...يا الله "

هذاالأجراءات هي وحدها التي ستساعد في احتمال التعامل مع جهاز وأفراد الشرطة ، أليس من حق مصر ان تنعم بوزير داخلية يحمل صفة وقيمة" إنسان " ؟، لماذا يكون من نصيبنا وزير داخلية يأتي في لحظة فارقة في التاريخ الوطنى لهذا البلد ، يدفع ثمنه الشهداء والشباب بدمائهم فإذا به يتحدث بنفس الطريقة المعتادة ، فيقول : " لأ طبعاً ما كانش لازم يتم استخدام القنابل في كإجراء أول ، كان من المفروض أن يستخدم كإجراء قبل أخير !!!!!!!!!!!!!!!!

اكاد أنفجر ..ماذا تقول ايها الوزير الذي خرجت علينا بهذه الأقوال البشعة ؟!!

وزير مازال يتحدث عن الأجانب والعناصر الأجنبية المحرضة التي كانت موجودة في الميدان ...هذه هي كلمتك عن الخيانة العظمى ، هذه هي شهادتك للتاريخ عن انفلات أمنى تسبب فيه وزير ، عندما دخلت عليه زنزانته قدمت له " تعظيم سلام " ، ألم يكن شهداء مصر وابناءها هم الأولى بهذا التعظيم ...يالله ..ما هذه العبثية .

هذا ما تفتق له ذهنك وقسمك وفكرك نحو حل الأزمة بين الشعب والشرطة .

هذه هي حنكتك نحو امتصاص غضب واستهجان كل مواطن مصري تم ترويعه وتخويفه ، عندما تم إطلاق سجناء ومجرمي هذا البلد على الشعب ..وأنت تعلم جيداً أيها الوزير ..من كان السبب في هذه المهزلة الأمنية المذهلة .

لهذا ..أنصح المواطن المصري أن يبني علاقته بضابط الشرطة وفق مرجعية تمت مصادرتها منذ ثلاث سنوات تقريباً ..يبني علاقته على معرفة بحقوقه وبواجباته ..عشان ما ينضربش على قفاه .

عمر عفيفي ، اسم مرتبط بجملة شهيرة ألفها ووضعها كمرجع يمكن المواطن من فهم حدود العلاقة بينه وبين ضابط الشرطة .

العقيد عمر عفيفي الذي عمل 20 عاما في الجهاز الشرطي المصري قبل أن يستقيل، فلم يكن راضيا عن الأوضاع داخل الوزارة والطريقة التي يعاملون بها المواطن، والضغوط التي يمارسها الرؤساء علي الضباط، فاستقال وعمل محاميا ومدربا في مجال حقوق الإنسان، وأنه طوال فترة عمله في الوزارة لم يعذب مواطناً ولا صفعه أو أهانه، لأن قوة القانون أكبر من قبضة أمناء الشرطة.

تمت مصادرة الكتاب الذي جاء تحت عنوان "علشان متنضربش على قفاك"، بدون أي سند قانوني "وأن وزارة الداخلية لجأت إلى مصادرة الكتاب بدون أي أحكام، عبر جمعه من باعة الصحف بكل وسائل الترهيب والترويع"، مشيرا إلى أنه تم بهذه الطريقة مصادرة 10 آلاف نسخة من الكتاب .

ذلك الكتاب الذي يوجه المواطنين المصريين إلى كيفية التعامل مع كمائن الشرطة، وأساليب التفتيش وأوامر الاعتقال، والضوابط الخاصة بتفتيش النساء. ويشير إلى أنه وظف خبرته الطويلة في الشرطة وعمله الحالي في مجال حقوق الإنسان لتأليف الكتاب وتقديمه "للمواطن البسيط لكي يعرف حقوقه في المجالات الشرطية المختلفة". كتاب في صيغة سؤال وجواب يشرح فيه للمواطن البسيط حقوقه وواجباته، ويعرفه بمصطلحات كثيرة يجهلها مثل الفرق بين التحري والكمين وإذن التفتيش، ومن يجوز له تفتيش سيارته أو زوجته تفتيشا ذاتيا وكيف يمكن أن يشكو ضابطا عذبه أو لفق له تهمة.

الثلاثاء، 1 مارس 2011

الصبوحة فى شوارع المحروسة


عبير عطية

الصبوحة خرجت فى جولة الى شوارع المحروسة لتتعرف على احوال العباد بعد زوال الفساد وانتشار النور البلاد،وتدعو كل من يهمه الامر لمصاحبتها فى هذه الجوله.

االصبوحة قابلت البرنس ؛والبرنس لمن لا يعرفه وكما قال هو عن نفسه: سواق غلبان يعمل على (ميكروباص)خربان.البرنس شكا للصبوحة من اهمال اجهزة الدولة له لم يفكر فيه احد لامستثمر(مليان)،او بنك اوجمعية تنمويه تراف بحاله وتعمل له مشروع (الميكروباص) الابيض مثل التاكسى الابيض.البرنس وعد الصبوحه بتسديد الاقساط فى موعدها فى حالة تنفيذ المشروع.

الصبوحة عرفت ان هناك مايقارب من 600 سيدة يعملن بالمشروعات المتناهيه الصغر يعتمدن فى مشروعاتهن على الاقتراض من احدى الجمعيات الاهلية المسماة (بشائر الخير) بفائدة اعلى من البنوك وشروط اكثر اجحافا لحقوقهن ،الغريب ان النساء يسددن المديونية على اقساط اسبوعية بمبالغ عالية ولانهن اجبرن على التوقيع على سندات امانة بمبالغ اعالى من قيمة الدين الحقيقى فقد وافقن على الاستجابة لكل شروط الجمعية وسددن الاقساط حتى يوم 25 يناير وبسبب احداث الثورة وماتبعه من احداث ادت الى توقف للاعمال لم يستطعن هؤلاء النسوة تسديد المديونية لكن القائميين على بشائر الخير لم يأتى من ورائهم اى خير بل اخذن يهددن ويتوعدن أم اما السداد او الحبس والنساء يستغثن فهل من مجيب ؟ الصبوحة لم تنتهى من جولتها بعد وتشهد ان شوارع المحروسة اصبحت (فله)بفضل سواعد شباب وبنات الثورة الذين خرجوا فى حملة نظافة لاحياء القاهرة لكن البعض صادفته مشكلة خاصة فى الاحياء الشعبية حيث اختفت صناديق القمامة و المشكله ان الشباب لايعرفون اين يلقون باكوام القمامه المهولة التى تجمعت كما انه بعد عدة ايام تعود ريما لعادتها القديمة وتتجمع القمامة مرة اخرى والسؤال الذى لم نجد له اجابه قبل وبعد الثورة اين دور هيئة تنظيف وتجميل القاهرة؟ واين دور وزارة البيئة؟واين دور شركات النظافة التى (ندفع) مستحقاتها بالدولار؟والى متى ستسمر جباية اموال النظافة من المو اطن المصرى على فاتورة الكهرباء دون وجه حق

الصبوحة احتفلت يوم 27 فبراير بتدشين اول نصب تذكارى لشهداء ثورة 25 يناير بساحة مكتبة الاسكنرية الولية حيث اقامت المكتبة مؤتمر شباب الثورة الذى ضم 600 شاب من عدد من البلدان العربية ووفود من دول العالم المؤتمر يعكف على توثيق ايام الثورة من خلال افلام تسجيلية معتمدة على لقطات فيديو اوتصوير عبر الهواتف الجوالة .

التطهير قبل التعمير



ألفت جعفر

عندما تملأ الجروح وبؤر الصديد جسد المريض ، فلا علاج يجدي قبل أن تطهر هذه الجروح وتنحي هذه البؤر الصديدية من الجسد العليل ،بعدها يمكن تناول بعض المسكنات قبل البدء في تشخيص المرض ووصف العلاج المناسب وتحديد الدواء اللازم ..

لذلك أدعو المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي بدا وقد هاله حجم مافي الجسد المريض من جروح وقروح وتقيحات لم يكن ليتخيلها وكم الفساد الذي نسج لنفسه خيوطا متشابكة ومتراصة كالبنيان يشد بعضه بعضا ويعضد الكبير منها الأصغر في منظومة يصعب اختراقها وتقويضها.

المهم أن نتشارك جميعاً في تنقية هذا الجسد العليل من هذه الجروح والتقيحات التي كادت أن تقضي على مصرنا الحبيبة لولا الهبة الجريئة التي بدأها شباب مصر الشرفاء الذين لم يتلوثوا بعد ولم يصيبهم ما أصابنا جميعاً بشكل أو بآخر من عدوي وفساد فكانوا حافزاً لنا لنستعين بأشرف وأنبل مافينا (مصريتنا) لنواجه به أقبح وأسوأ ماأصابنا من انتهازية وفساد وإفساد .. ثورتنا الآن عليها أن تنقذ مصر المعتلة كما أنقذت ثورة يوليو 52 مصر المحتلة والجميل أن المنقذ فى الحالتين هو الجيش المصري ومؤسسته العسكرية التي نشهد جميعا أنها تكاد تكون هي المؤسسة الوحيدة الناجية من عدوي الفساد والإفساد ..والتي يشهد لها الجميع بالقوة والنزاهة والتنظيم والإنجاز ..

والآن حتي نبدأ بناء مصر لا بد من أن نستاصل كافة المفسدين ورموزهم وذيولهم ،وكل ما يتعلق بالنظام البائس الفائت كالطبيب الذي يقتلع سرطانا خبيثا من جسد مريض وعلينا أن نتحمل بشجاعة كل الآلام الموجعة حتي نصل إلى مرحلة الشفاء ..

لدينا في مصر 17 جهازاً رقابياً، من بينها الرقابةالإدارية،والجهازالمركزي للمحاسبات،ومباحث الأموال العامة وغيرها، هذه الأجهزة لديها مئات، بل الآلاف من ملفات الفساد، وكانت هذه الملفات موضوعة تحت الحراسة في الأدراج.. فهل تخرج الآن لتري النور؟!.بالإضافة لما يستجد من بلاغات وملفات يقدمها كل صاحب مظلمة ليقدٌم المفسدون لمحاكمات عاجلة.. لأنه بدون محاسبة لن ينصلح حال مصر. ولابد أن نعبر سريعا من المرحلة الانتقالية، لأن هذه المرحلة بها كثير من الغموض، إن رأس النظام قد سقط ولكن جسده مازال متجزر في مصر، وهناك كثير من المنتفعين والمختلسين ومصاصى دماء الشعب من عهد مبارك وهم كثيرون وفى كل مكان ويحلمون بالعوده الى الماضى المظلم الذى ترعرعوا وسرقوا خيرات مصر فيه لأنهم كالخفافيش لا يعرفون الظهور فى النور لقد تعودوا على الظلام ويخططون للعودة إلىه مرة أخري حتي يعودوا للغش والسرقه وتكميم الأفواه وتجاهل أحكام القضاء وتعيين الأقارب والمحاسيب ووأد الكفاءات ونشر الرشوه والمحسوبيه ..لا مفر إذن من الحساب لكل هؤلاء الذين سرقوا منا أغلى وطن (مصر)..

هناك مثل إنجليزى يقول إن الثورة يقوم بها الأبطال ويحصد ثمارها الجبناء.والخوف كل الخوف أن يصدق هذا المثل على ثورتنا خاصة وهناك شواهد كثيرة تؤكده فلازال أنصار النظام السابق يعملون في الظلام وفق مخطط جهنمي حتى لو كان الثمن حرق البلد

ولن تنفى هذه الشواهد والشكوك إلا إجراءات واضحة متسارعة على أرض الواقع لإفساد هذا المخطط ، ولن يحفظ للجيش صورته البهية إلا حمايته وتفعيله لهذه الإجراءات.

إن هذا البطء الشديد الذي نلحظه في عملية التغيير يفسح مجالاً أمام حرس النظام القديم لاحتواء الثورة فضلاً عن الانقضاض عليها. الحديث عن الثورة المضادة ليس وهماً بل حقيقة مؤكدة تماماً كما يحدث في الفيزياء لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة و مضاد له في الاتجاه.

في الأفق القريب تبدو محاولات الانقضاض على الثورة من الداخل والخارج أيضاً. هذا واقع فرضته الحالة الثورية المباغتة إذ أربكت المتحالفين داخل الثورة كما أربكت خصومهم. في ظل الارتباك ارتضى الجميع واقعاً آل الأمر فيه لمن لا يستحق بمنطق الثورة وربما بمنطق الثورة المضادة كذلك. من المفارقة ان الوسطاء بين المعسكرين قبضوا على زمام الثورة.

هي مفارقة مبررة إذ فضل أكثر المتربصين بالثورة من داخلها وخارجها التراجع عن الواجهة. كلاهما يترقب الفرصة المواتية للانقضاض. المخاض المباغت أضر بالثورة إذ بلغ ذروته قبل ان تخرج الثورة قيادتها الشرعية من رحمها. كل القيادات جاءت من خارج رحم الثورة.لذلك شاهدنا هذه الحالة من التخوين والتخوين المضاد ورفض محاولات الانقضاض من كل الأطراف وكأن الثورة ملكاً لمجموعة بعينها أو على النقيض مجرد مولد وصاحبه غايب..!!

الخطير فعلاً ويدعو للقلق والدراسة ما ذكره الفقيه الدستوري الدكتور إبراهيم درويش وفتح بهبابا واسعا للجدل بشأن الموقف القانوني للرئيس مبارك، إذ قال إن مبارك 'لم يتنحَّ رسميا ولم يوقع على قرار التنحي وهذا يطرح موضوعات كثيرة أهمها أن مبارك مازال الرئيس،و لم ينشر أي خبر يفيد التنحي في الجريدة الرسمية. و حذر المستشار درويش من ظهور أجندات 'تسرق نتائج الثورة'.

وقد ذكر موقع 'دبكا فايل' المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية، والمتخصص في الشئون الأمنية والمخابراتية أن الرئيس السابق مازال يرى نفسه رئيسا لمصر، وأن الجيش قام بانقلاب ضده، مؤكدا إنه لم يوقع أو يوافق على البيان الذي أذاعه نائبه عمر سليمان يوم 11 فبراير الجاري. وقال الموقع إن مبارك كان يتحدث هاتفيا مع الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز يوم الجمعة في 11 فبراير، بعدما ظهر نائبه عمر سليمان على شاشة التلفزيون يعلن تخليه عن السلطة وتسليمها للجيش.

هذا قليل جداً من كثير يموج به الواقع داخل المشهد السياسي في مصر ، ـ هذا إذا استبعدنا ولو لبعض الوقت باقي المشاهد الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والإعلامية والفنية ..إلخ ـ حيث تشكل جيوب الاستبداد والفساد تضاريس لا تخفى عن العيون. هذه الجيوب لا تقبل الثورة التعايش معها و لا تحتمل بقاءها. عملية إزالة الواقع البائد تستهدف ظواهر محددة أكثر من أشخاص بعينهم. حتى الشخوص المتواجدين أمام رياح التغيير معروفون لدى الجميع بل هم يدركون ضرورة ابتعادهم غير أنهم لن يتطوعوا ما لم تهزهم رياح التغيير أو تزحزحهم. إن التجربة قد أثبتت أن رحيل الرئيس لا يعني سقوط النظام. وهاهي كل مؤسسات الدولة تضج برؤسائها وتطالب بإسقاطهم جميعاً قبل أن يتمكنوا من إخفاء جرائمهم بتحويل مؤسسات الدولة إلى ركام ..

للمشاركة : olfat_gafer@hotmail.com

خايفة أطمئن!!


أمل فوزي

نحن في لحظة فارقة ، لحظة تحتم على الجميع ان يوجد داخل الصورة ، أن يكون هناك قدر واضح ومحدد من فهم الصورة ، لابد أن نفهم ماذا يجرى حولنا ، نحتاج إلى تفسيرات حقيقة بعيدة عن الديباجات ومحاولات التطمين المبالغ فيها .

كيف نرى الصورة ونقرأ المشهد الحالي الآن بعد مرور حوالي ثلاثة اسابيع من بداية فعاليات الثورة .

نعم ..إنها بداية الثورة ، الثورة الفعلية التي علينا أن نحصد أهدافها أو بمعنى أدق نحقق مطالبها ن ما تم طرحه والمطالبة به منذ الأيام الأولى للثورة .

تنحى الرئيس .. بعد محاولات طويلة للمراوغة ..لا يعنى أنتهاء الثورة ، ولا يعنى نجاح الثورة ، بلا شك هو امر يعنى الكثير من الحرية ومن إثبات الشرعية الثورية ، اثبات للإرادة المصرية التي ارادت فقررت ففعلت ...ولكن مازال المشوار طويلاً وصعباً ويحتاج إلى يقظة وقلق صحي على مستقبل هذه الثورة ، مشوار يتطلب فيه ان نفهم الأرضية التي أنطلقت منها الثورة ونفهم جيداً الأرضية التي سنكمل بها هذه الثورة ، مشوار يتطلب منا المزيد من " الصحصحة " ، " الوعي " ، العمل والبناء والتكاتف وكثير من القيم الرائعة التي لا خلاف عليها ، ولكن ما اتحدث عنه هو متطلبات مرحلة أخرى تستوجب أن نكون محددين بشكل قاطع وممنهج ومرتب في افكارنا ومطالبنا ، فالحلول الوسط لن تجدي ولن تكون في مصلحة الثورة ولن تنجحها ، الفرق كبير بين المرونة وبين " إعادة " المسرحية التي عاشها هذا الشعب عقودا طويلة من حياته حيث أنه قبل الاشتراك في لعبة أنه يعيش في " شبه بلد " ويقنع نفسه انه ربما يكون " شبه مواطن " ...عفواً ..هذا الدور المبتذل لم يعد يجدى ..الآن الصوت الوحيد الذي علينا أن نقبل به والدور الذي علينا أن نكافح من أجل اقتناصه " لعبة الحق والواجب " ..الحقوق والواجبات هي الفيصل الآن ..القانون هو سيد الموقف على الكبير والصغيرفي هذا الوطن ،مشوار تحقيق العداالة و الحرية لهذا المجتمع مشوار طويل يتكلب أن نفهم الصورة جيدا ، علينا بتحليل وقراءة المشهد برؤية شاملة وهذا لن يتحقق- في رايي- إلا إذا توحد المجموع بنفس عبقرية التوحد أثناء الثورة ، ولكن علينا ألا نترك العنان فقط للعفوية والتلقائية ، فإذا كانت الإرادة الجمعية هي التي حركت الجدار الاسمنتى من فوق عقولنا ونفضت الخوف عن قلوبنا ، فمن الأفضل الا نتوقع أن تحقيق المطالب والكفاح من أجل تحقيقها سيحدث بنفس الطريقة ..الأمر يتطلب تواصل ، مشروع فهم ووعى وتداول معلومات بين أفراد الشعب ، على الشعب أن يكون فاعلاً ، علينا الشكر والانتباه معاً لنغمة " التطمين المبالغ فيها من قبل " المجلس العلى للقوات المسلحة ، نغمة " شكراً لأنكم قمتم بالثورة ، شكراً لكم يا شباب ...فعلتم ما تقدرون عليه وآن الآوان أن تستريحوا ونكمل لكم الطريق ، لأنه دورنا في الحفاظ على ثورتكم ...

مع كل الامتنان والتقدير لهذه الجمل الرائعة الباعثة بالطمأنينة على القلوب إلى انها جمل غير مقبولة وتحمل في طياتها أمر بالابتعاد وهو ما لا نقبل بحدوثه ..

ولك نقلبي اطمأن قليلاً عندما قابل ائتلاف شباب الثورة المجلس العسكري الموقر لينقل له كل مطالبه ومطالب الشعب ، وقد عقد الشباب مؤتمراً صحفياً لنقل ما حدث في اللقاء بين الطرفين " الائتلاف وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة " .

وهذا هو نص بيان المطالب الآجلة والعاجلة لائتلاف شباب الثورة:

http://www.facebook.com/note.php?note_id=113547712055711&id=189347454419734

أعرف أن تحقيق جميع المطالب لن تحدث في يوم وليلة ، ولكن ما هو مثير للدهشة والتساؤل أن هناك العديد من المطالب التي تستوجب أن يتم حسمها بأسرع وقت حيث أن التأخير في تحقيقها يفقد الكثيرين الثقة ، أليس من البديهي ان تكون حكومة دكتور شفيق غير موجودة على الخريطة السياسية الآن : اليس بديهياً ان رئيس الوزراء الذي هبط علينا بقرار رئيس جمهورية فقد شرعيته لدى الشعب منذ يوم 28 يناير ، فإذ به يعين لنا رئيس وزراء ليقوم بأعمال الحكومة ويسير اعمالها ، وهو أيضاً فاقد الشرعية ، أليس الأمر غريباً وغير منطقي على الإطلاق ، وما الذي يجعل الفريق أحمد شفيق في حالة " استقتال " على هذا المنصب الذي يعلم جيداً أنه جاء بقرار وبسلطة من لا سلطة له ، فعلى أي أساس ولماذا ؟

هل هناك ملفات ما لايريد أن يتركها الفريق أحمد شفيق لحكومة انتقالية تأتي بإرادة الشعب ؟، ها هناك معلومات ما لا يريدون تداولها خاصة أن هناك حالة رهان على الوقت ؟

ما هي الدوافع وراء التباطؤ في تنفيذ مطلب شعبي بتكوين حكومة تكنوقراط في مرحلة انتقالية ، أليس هذا الحل وسيلة لتخفيف العبء والثقل من على عاتق المجلس الأعلى الذي يريد أن يحمي ثورة الشعب ونحن الشعب نريد أن نرحم المجلس من صداع الإدارة المدنية ، بل ونريده أن ينهى مهمته الر ائعة الباسلة على أكمل وجه حتى يؤمن مصرنا وحدودها .

الحلول ليست صعبة وليست مستحيلة ، ولكن ما نريده في هذه المرحلة هو أن نفهم الحيثيات ، أن يتم تداول المعلومات بشكل حاسم ...

لا نريد استهلاك طاقاتنا في أمور غير مبررة ، أو على الأقل غير مفسرة وغير مقتعة لشعب اثبت للعالم أنه من الصعب الوقوف أمام إرادته الجمعية .

كل ما أريده هو التأكيد على ما طالب به ائتلاف شباب الثورة ، دعونا نفكر وفق منهج علمي وخطة زمنية محددة ...مطالب شرعية وبديهية نطلبها ...المقابل لها ..استجابة أو موعد محدد بإجراءات تنفيذها ..الوقت لا يسمح إلا بأن نتحدث بالمعلومات وبالمنطق وبالخطة الزمنية وبترتيب الأولويات لا " بالمفاوضات واستهلاك الطاقة والمراوغة " .

الحقيقة انني أريد ان أطمئن ، بدون خوف ...بدون هواجس !!


للمشاركة : amalfoz@hotmail.com


الاثنين، 28 فبراير 2011

التفسير الماركسي لثورة 25 يناير



عصام زكريا

على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية بكينا وضحكنا كثيرا، ثرنا ونزلنا إلى الشوارع وحاربنا وحوربنا...أحببنا وكرهنا...أيدنا وعارضنا وصرخنا بأقصى ما يمكننا غضبا وفرحا...لم نتوقف لحظة حتى أطلق الحكم صافرة النهاية بتنحي مبارك عن السلطة...عدنا إلى بيوتنا ونمنا وفي الصباح استيقظنا على عالم جديد لا نعرفه...فراغ ليس نابعا فقط من فراغ السلطة ولكن من الشعور الساحق بعدم التصديق وعدم الفهم.

"لا تضحك ولا تبك ولكن حاول أن تفهم" هكذا ينصحنا سبينوزا – الفيلسوف الهولندي من القرن السابع عشر – لمواجهة الأزمات والأحداث الجسيمة التي تواجهنا.

ولكن قبل أن نحاول أن نفهم علينا أن نحدد الأسئلة أو النقاط التي أثارت الدهشة فيما حدث.

أول ما أثار عجب الجميع هو انطلاق ثورة 25 يناير من الفيسبوك. التعليقات والنكات التي خرجت حول هذا لا تحصى ولكنها تعبر عن حجم الدهشة كما لو أن بعوضة قتلت فيلا.

جمال مبارك نفسه – العدو الأول لهذه الثورة – أبدى سخرية مقيتة من الفيسبوك وحركة 6 ابريل حين سأله أحد الصحفيين في مؤتمر للحزب الوهمي عن رأيه في معارضيه منذ عدة أشهر.

أما أكثر ما أثار دهشة وصدمة النظام الأمني المتوحش فهو أنها ثورة بدون رأس. لقد اعتاد النظام المخضرم في الإجرام والإفساد على ضرب واختراق المعارضة الحزبية والحركات السرية من خلال ضرب وشراء ذمم قادتها، ولكن هذه الثورة كانت أشبه بإخطبوط له مليون ذراع وبدون رأس...وقد علق كثيرون بعد أيام من اندلاعها– وبطريقة سلبية غالبا – أن هذه الثورة وهذه الجموع بلا قادة يمكن التفاهم أوالتفاوض معهم.

وترتبط هذه الدهشة السلبية بدهشة أخرى إيجابية من مشاركة كل التيارات الفكرية والمذهبية واللامذهبية في هذه الثورة من مسلمين ومسيحيين واخوان وعلمانيين وفقراء وأغنياء وأنها لم تقتصر على محافظة أو مدينة واحدة إلى آخره...بحسب التاريخ فإن هذا النوع من الثورات كان يحتاج إلى قادة ومخططين كبار بحجم قادة الثورة الفرنسية أو الثورة الشيوعية...ولعل هذه أول ثورة في التاريخ ليس لها رأس أو قائد!

أعتقد أيضا أن كل التيارات الحزبية والسياسية المعارضة اندهشت كل على حدة من حجم الثورة الذي يتجاوز قدرة كل هذه التيارات مجتمعة من أحزاب لاوجود لها في الشارع وأخوان مسلمين تتراجع شعبيتهم بإستمرار وحركات صغيرة ضعيفة مثل "كفاية" ومثقفين غارقين في رثاء الذات ومشاريعهم الفردية الضيقة...إلى آخره.

وبقدر الدهشة من قوة الثورة رغم ضعف المعارضة بقدر الدهشة من الانهيار السريع للدولة الجبارة بسلطتها وثروتها ومؤسستها الأمنية التي تقدر بملايين الضباط والمجندين والمخبرين والبلطجية وأجهزة مخابراتها وأمنها وحزبها الحاكم الذي اختفى من الوجود بين ليلة وضحاها.

ماركس والفيسبوك

هل يمكن فهم ما حدث بدون الرجوع إلى كارل ماركس- حتى لو كانت الماركسية كمذهب سياسي قد تراجعت وانزوت من العالم؟

حتى الآن لا يوجد منهج لتحليل الثورات والصراعات الإجتماعية والسياسية أدق أو أشمل من الماركسية بغض النظر عن انتماء المحللين السياسي...وحتى أكبر المدافعين عن الرأسمالية – أو الدولة الدينية – يستخدمون المنهج الماركسي ولو بدون وعي منهم.

الإقتصاد والصراع الطبقي بين فئات المجتمع يصنعان الحراك الفكري والسياسي. الطبقات الحاكمة تصارع للحفاظ على الوضع القائم وتسعى لمزيد من التسلط وقهر واستغلال الطبقات الأدنى في حين تسعى الطبقات الدنيا إلى الصعود للسلطة وتغيير الوضع القائم بكل وسيلة.

في زمن ماركس – نهاية القرن التاسع عشر – كانت الثورة الصناعية قد وصلت إلى ذروتها وقضت على أشكال المجتمع القديمة التي تعتمد على الزراعة، وقد رأى ماركس أن الخلاص سيأتي على يد الطبقة العاملة – البروليتاريا – لعدة أسباب على رأسها أنها الطبقة الأكثر وعيا بحكم صلتها المباشرة بالتكنولوجيا. ولعل الكثيرون من الماركسيين أنفسهم لا يعرفون الأهمية التي أولاها ماركس للتكنولوجيا ووسائل الإتصال الحديثة لدرجة أن بعض خصومه اتهموه بأنه من دعاة "الحتمية التكنولوجية"...أي أن تطور التكنولوجيا هو الذي يحرك الوعي والفكر والفن والثورة.

نقاد "الحتمية التكنولوجية" يرون أن مضمون الوعي، أي الأفكار السياسية والإجتماعية والفلسفية والدينية، هي التي تصنع التغيير في الوعي، ولكن ماركس ببصيرته النافذة كان يرى – منذ أكثر من قرن ونصف – أن الثورة التكنولوجية هي التي تصنع وتغير الوعي وبالتالي المجتمع أكثر مما تفعل الفلسفة والفنون وسائر المنتجات الذهنية.

ماركس وانجلز كتبا أيضا في "البيان الشيوعي" – الذي صدر لأول مرة عام 1872 – عن الدور الذي تلعبه وسائل الإتصال الحديثة في جمع وتوحيد الطبقات المقهورة، وهما يكتبان بالنص:

" الطبقة العاملة لا يزداد عددها فحسب مع تطور الصناعة، ولكنها تتجمع أيضا في جماهير أوسع وأعظم فتنمو قوتها وتحس هي بهذه القوة بصورة أكبر. كذلك يزداد تقارب المصالح وظروف الحياة المختلفة في صفوف الطبقة العاملة بمقدار ما تمحو الآلة كل فرق في العمل....ويساعد على هذا الإتحاد واشتداده تطور وسائل المواصلات التي تخلقها الصناعة الحديثة والتي تجعل العمال في مختلف الجهات والمناطق على احتكاك ببعضهم البعض"!

طبق هذا الكلام على ما وصلت إليه ثورة الإتصالات - الانترنت والفيسبوك وسوف تكتشف التشابه المذهل.

لقد توصل ماركس إلى أن تطور الرأسمالية وانتشارها سيساهمان في خلق خصومها وتوحيد صفوفهم ضدها:

" تجتاح الرأسمالية الكرة الأرضية بأسرها، تحثها الحاجة إلى الأسواق الجديدة دائما وضرورة أن تنفذ إلى كل مكان، وأن تقيم في كل مكان، وأن تخلق في كل مكان وسائل اتصالها...وتجر الرأسمالية، بالإتقان السريع لأدوات الانتاج ووسائل الإتصال، حتى أكثر الشعوب تخلفا في تيار المدنية...ولقد أخضعت الريف للمدينة، وخلقت مدنا عظيمة، وزادت بصورة مفرطة سكان المدن على حساب سكان الأرياف، وبذلك انتزعت قسما كبيرا من السكان من بلاهة الحقول".

وحين نتذكر تباهي النظام السابق بأن مصر شهدت نموا إقتصاديا ملحوظا خلال السنوات الماضية وأنها شهدت تطورا ملحوظا في حرية التعبير ينبغي أن نتذكر ماركس مجددا الذي أكد أن نمو الرأسمالية يحمل في ذاته سبب دمارها، وقد أدركت الدول الرأسمالية الكبرى هذه الفكرة منذ زمن بعيد، ولذلك شكلت نظاما موازيا من التكافل الإجتماعي ومكافحة آفات الرأسمالية لمنع مثل هذه الانفجارات المدمرة...وكارثة النمو الإقتصادي في مصر أنه قام على الفساد واللصوصية وأن النظام ورجال أعماله احتقروا واستخفوا بعشرات الملايين من الفقراء والمهمشين ولم يسعوا إلى تحقيق أي نوع من التكافل الإجتماعي وتهدئة الإحتقان الطبقي فدفعوا الثمن أضعافا.

ثورة الماتريكس

المخرج خالد يوسف والسيناريست ناصر عبد الرحمن كانا من المتنبئين بهذه الثورة في فيلميهما " حين ميسرة" و"دكان شحاتة"...هكذا ردد الكثيرون بعد 28 يناير...ولكنني أعتقد أن نبؤات كلا الفيلمين – مثل معظم الآراء والتوقعات في أوساط المثقفين المصريين – انحصرت في الفوضى والهيجان الإجتماعي وانتفاضات الجياع – أسوة بالحركات المصرية المشابهة في تاريخ مصر القديم والحديث، وأن أحدا لم يتخيل أن يرى ثورة حقيقية بهذا التنظيم والوعي.

صحيح أن عشرات من انتفاضات الجياع وحثالة البروليتاريا قد قامت وأثارت الفوضى بعد 11 فبراير، ولكن هذه لا تمثل الثورة السلمية الطاهرة من المصالح الشخصية والفئوية الضيقة، التي قام صناعها بحماية الممتلكات والمنشآت وتنظيف الشوارع والكثيرون منهم ضحوا بوضعهم الإقتصادي المستقر وحياتهم في سبيل الآخرين.

أحدا لم يتنبأ إطلاقا بمثل هذه الثورة التي أصبحت مثلا ومثالا، خاصة أن الشعب المصري كان قد تحول إلى الغوغائية والهمجية والأنانية بشكل غير مسبوق في تاريخه قبيل هذه الثورة – أتمنى ألا يعود إلى سابق عهده بعدها.

من أين أتت الثورة بهذا الوعي والرقي وتوحيد الصفوف؟ بالتأكيد ليس من الملهمين والقادة والمثقفين...فهؤلاء لم يكونوا أقل احتقارا واستخفافا بالجموع، ولا أقل غرقا في مشاريعهم الفردية ووعيهم الفردي القاصر.

أعتقد أن الإجابة لدى ماركس أيضا، وبالتحديد لدى بعض المفكرين والفلاسفة الذين طورا نظريته عن "الحتمية التكنولوجية".

لقد اتفقنا على أن صناع هذه الثورة – الغالبية العظمى منهم – من مستخدمي الكمبيوتر والإنترنت ووسائل الإتصال الحديثة...ولا عجب من أن وزارة الداخلية غير المأسوف عليها قد قامت بقطع الانترنت والخطوط التليفونية يوم 27 يناير حين أدركت فجأة وبعد فوات الأوان أن الفيسبوك والمحمول يمكن أن يقضيان عليها.

حثالة البروليتاريا كانت غارقة في مطامعها الفئوية، والمثقفون كانوا غارقين في اجترار وعيهم الذاتي وتأملاتهم التي تجاوزها الزمن...ولكن في الواقع الإفتراضي الذي يتكون من جهاز كمبيوتر صغير بحجم العالم كله كان يتجمع ملايين الشبان والشابات من مختلف الخلفيات الفكرية والإقتصادية داخل غرف الثرثرة وصفحات الفيسبوك، يتناقشون ويختلفون ويتشاجرون ويضيعون الساعات يوميا في أحاديث لا معنى لها ولا طائل من ورائها.

كيف تحولت هذه الثرثرة إلى ثورة؟ وكيف حدث التوافق بين هؤلاء الذين لا يتفقون على شئ واحد؟

اتفقنا أن نطبق نظرية ماركس حول "الحتمية التكنولوجية"، والتي يمكن تتبعها منذ ما يعرف بنهاية الماركسية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي وسور برلين في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، وصعود ما يعرف بالثورة الرقمية. لقد استبعد الماركسيون نظرية ماركس حول الوعي الذي يتغير بتغير التكنولوجيا وركزوا فقط على "الحتمية التاريخية" التي يصنعها الصراع الطبقي والوعي الذي تصنعه الفلسفة والثقافة، أي المضمون الذي ينتجه الوعي، وعندما سقطت هذا المضمون وتغير بفعل تطور التكنولوجيا أصبحت الماركسية التقليدية خارج الزمن.

منذ التسعينيات، وبالتحديد عقب حرب الخليج الثانية وبزوغ عصر القنوات الفضائية والثورة الرقمية وتطور الكمبيوتر ظهور الانترنت والهواتف والكاميرات المحمولة، دخلنا عالما جديدا من الوعي التكنولوجي لا مثيل له في التاريخ...وعي مرهف وفائق التطور لكنه خال من المضمون...وبحكم اقترابي من هذا العالم التكنولوجي كمستخدم للكمبيوتر والإنترنت والفيسبوك، وبحكم عملي كإعلامي متابع للفضائيات والسينما المستقلة الرقمية كنت أندهش من خواء المضمون الذي تحمله هذه التكنولوجيا، وكنت قد وقعت بالصدفة على كتاب قديم نسبيا للمفكر الأمريكي مارشال ماكلوهان بعنوان "الوسيط هو الرسالة" ملخصه أن تأثير الوسيط الإعلامي أهم من الرسالة والمضمون الذي يحملهما، وهو قارن اختراع التليفزيون بإختراع المصباح الكهربائي، وقال أن الإثنين غيرا حياة ووعي البشر بنفس القدر، وبغض النظر عن المضمون الذي يبثه التليفزيون سواء كان مادة ثقافية أو ترفيهية أو مجرد اعلانات سخيفة! وقد أشرت إلى هذا الكتاب في مقال بصحيفة "الفجر" في رمضان الماضي تعليقا على تفاهة المضمون الإعلامي السائد وأبديت اعجابي وتشككي في نفس الوقت من فكرته اللامعة...ولكنني خلال الشهور السابقة تعرفت على المزيد من الكتاب والأفكار من أنصار نظرية "الحتمية التكنولوجية".

من هؤلاء المفكر الأمريكي المصري الأصل إيهاب حسن الذي طور أفكار ماكلوهان وقال بالنص الواحد أن "الكمبيوتر سيصبح بديلا للوعي أو امتدادا للوعي الإنساني" ومنهم المفكر الفرنسي جان بودريلار الذي كتب في بداية الثمانينيات أن "وسائل الإعلام تحدث ثورة، بل أنها في حد ذاتها ثورة بغض النظر عن محتواها" وأنها ستحدث بالضرورة تغييرات اجتماعية وسياسية ما. لقد كانت زيادة مساحة حرية التعبير في عالمنا العربي – ومصر على الأخص – إحدى نتائج هذه الثورة التكنولوجية والنمو الإقتصادي الرأسمالي ولم يكن بمقدور أحد أن يمنعها أو يقلصها.

وقد رأى بعض مفكري نظرية "مابعد الحداثة" أن سقوط كل الفلسفات والنظريات السياسية القديمة لم يترك للإنسان سوى بديل التكنولوجيا لتحقيق حلمه الأزلي بالترابط بين كل البشر وتحقيق نوع من "الحكمة الإجتماعية" التي تتجاوز الحكمة الفردية وتعلو عليها، ولعل أدق وصف للحالة التي نعيشها الآن هي كلمات الفيلسوف الألماني يورجن هابرماس صاحب كتاب "التكنولوجيا والعلم بوصفهما إيديولوجية" والذي تنبأ بأن وسائل الإتصال الحديثة وإعتمادها على الحوار واللغة أكثر من الإعتماد على العلاقات الطبقية سيؤدي – رغم الإختلافات والفوضى والبلبلة الفكرية – إلى ظهور نوع من الوعي الجماعي القائم على التواصل والإختلاف كبديل للوعي الفردي القديم القائم على التفاعل بين المتفقين فكريا.

ولعل هذه الأفكار تفسر حالة الوعي المبهر الذي ظهر على السطح فجأة خلال ثورة 25 يناير، ولم يكن يحلم به أي شخص حتى من صناع هذه الثورة نفسها...إنه الوعي الجماعي الذي صنعه الفضاء الإليكتروني للفيسبوك، والذي يتلخص في أن البشر قد يختلفون في كل شئ طبقيا وفكريا ودينيا وجنسيا، ولكنهم أسرى نظام فكري قديم وخارج الزمن، قائم على التناحر والإختلاف وإثارة الفتن، ونظام سياسي يقف وراء كل هذا ويؤججه، نظام مستبد وفاسد وكلي السيطرة لا بد من الخلاص منه أولا قبل أن نبدأ التفكير على أسس جديدة...شئ يذكرني بفيلم "الماتريكس" الذي يثور فيه البشر المستعبدون بكافة أطيافهم للخلاص من نظام التفكير المفروض عليهم.

ولعل هذا يكون أروع ما ستنتجه هذه الثورة.



غلاف العدد الثالث للفنان عصام طه

احفظوا وجوههم جيداً


ممدوح عبدالعظيم

احفظوا وجوههم جيداً فلن تشاهدوهم بعد الآن .. تلك الوجوه العكرة المتعالية التي كانت تطل علينا كل يوم على مدار الساعة في صحف وتليفزيون نظام مبارك.

قد يفلت بعضهم من العقاب والمحاكمة بتهم الفساد والافساد ونهب المال العام وتزوير ارادة الشعب وبيع الوطن في مزاد الخصخصة واحتكارهم هم وابنائهم واصهارهم واقاربهم من انصاف وأرباع وأشباه الموهوبين للمناصب العليا وحجبها عن ابناء الشعب .. لكنهم لن يفلتون من حكم الناس .

احفظوا وجوههم جيداً فلن تروا اعينهم بعد ذلك الا منكسرة .. منهزمة .. يجرون ازيال الفساد الذي صنعوه .. والوهم الذي باهوه للناس حتى بعد ان سقط الفرعون.

انهم رجال اعمال وسياسيون .. صحفيون واقتصاديون .. مثقفون وأفاقون .. سرقو الوطن منا في غفلة من الزمان ، ووزعوه على بعضهم ، وحكموا شعب بالطواريء والمجالس المزورة ، والوزراء الفاسدون ، والصحفيون الافاقون ، وجيش من البلطجية الذين تسمنهم الشرطة من أموالنا ، وتطلقهم على شبابنا كالكلاب ينهشون اجسداهم ويشوهونهم بالملوتوف والأسلحة البيضاء ، وينحرونهم على مرأى من العالم.

احفظوا وجوههم جيداً فلا تصدقوهم بعد الان لو تحدثوا عن معارضاتهم للرئيس المخلوع ، وايمانهم بالديمقراطية سرا دون ان يجهروا بها للنظام يستأجرهم، لا تصدقوهم لو قالو انهم انخدعوا كما خدعونا ، او انهم صنعوا خرافة الزعيم مبارك الذي حصنوه بالدستور حتى جعلوه " لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ. [الأنبياء:23]... استغفر الله العظيم .

احفظوا وجوههم جيداً فسوف يتوارون عن أعيننا دون ان يمسهم أحد ، اتركوهم منبوذون يترحمون على النظام الذي فتح لهم أبواب الوطن على طريقة " مغارة علي بابا " ما ان يقولوا "افتح يا عز " نحن خدامك .. السنتنا سليطة على اعدائك .. وبلطجيتنا في خدمة جرائمك .. اسمائنا خرقة تمسح فيها يديك وقدميك من رجس أعمالك .. حتى تنهال عليهم النياشين والأوسمة والعطايا والوظائف العليا ومجالس ادارات ورئاسة تحرير صحف الحكومة لتصبخ اعمدتها قربانا يذبح كل يوم على أعتاب القصر الجمهوري.

احفظوا وجوههم جيداً فقد اصبحو جزء من تاريخ الطغاء ، والنظام البائد الذي استباح كل شيء .. اموالنا ، شرفنا ، ديمقراطيتنا ، حريتنا ، لقمة عيشنا ، أصواتنا الانتخابية، عروبتنا ، سيادتنا ، تاريخنا ، حضارتنا .. حتى أعلنوا افلاس مصر من الرجال القادرين على قيادة مصر بعد الزعيم الملهم الحكيم !

احفظوا وجوههم جيداً فلا تسمعوا منهم شهادة على عصر حملوا مباخره ، ونظام شاركوا في صناعة فساده حتى انفجر في وجه الوطن .

احفظوا وجوههم جيداً .. ولكن لا تنسوا جرائمهم ، وبدلا من ان تقذفوهم بحجر .. احملوا احجاركم لبناء وطن نستحقه، واتركوهم تطاردهم دعوات المظلومين ولعنات التاريخ.

صحفي مصري- الدوحة

mamdohazeem@yahoo.com