الاثنين، 14 فبراير 2011

فاتورة عدم التغيير

((ـ هذه المقالة رفض السيد رئيس التحرير نشرها في عدد سابق منذ شهر يوليو الماضي ..خوفاً من شبهة تأييد الجمعية المصرية للتغيير برئاسة محمد البرادعي !!

((ـ هكذا أخبرني الأستاذ محمد هيبة مدير التحرير نقلاً عن السيد رئيس التحرير حين فوجئت بخلو العدد منها ،كما هي العادة دائماً عندما يعترض السيد رئيس التحرير على أي مادة تحريرية في آخر لحظة دون أن يتسني للمحرر الاحتجاج أو حتي تقديم مادة بديلة !!أما الآن فنحن مستعدون لدفع فاتورة التغيير مهما بلغت ..

كلمة ونص

××××××

فاتورة عدم التغيير !!

×××××××××××××

ألفت جعفر

000000000000

0lfat_gafer@hotmail.com

-------------------------

((ــ التغيير هو طبيعة الكون : ليل يعقبه نهار .. جزر يليه مد ..جفاف ، ثم يهطل المطر .. بذرة ثم عود فزهرة ثم شجرة .. والإنسان هو أكثر الكائنات حاجة إلى التغيير ،وأكثرها قدرة على التكيف مع أي جديد .. لكن !! هناك كثيرون يرفضون مبدأ التغيير ، ويشعرون بالأمان مع الثبات مع نمط واحد في حياتهم : عمل واحد ، معارف ثابتون ، مسكن واحد لايتغير ..حتى وإن كانوا غير سعداء بهذه الحياة ؛ إنهم يخافون مخاطرة التغيير ، وينسون أن هذه المخاطرة هي التي تمكننا ـ نحن البشر ـ من وقت لآخر من تحسين حياتنا وتطويرها إلى الأفضل حتى وإن تعثرت بنا بعض المحاولات ..

((ــ والذين يخافون من اتخاذ قرارات التغيير في حياتهم عادة لايدركون أي خسارة يجنوها إذا لم يسعوا لمثل هذا التغيير .. لأنه إذا كان للتغيير مخاطره فهناك أيضاً فاتورة مستحقة السداد لكل اختيار بالتقاعس عن تغيير حياة ترهلت من فرط السكون والركود ..

((ــ أول بنود هذه الفاتورة هي الشعور بالفتور ، وهو شعور يؤدي إلى الموت البطئ .. لأن حالة القناعة بما هو موجود وغير مشبع يجعل الفرد يفقد صلته بمشاعره ، ويمضي في الحياه بلامبالاه قاتلة ..

((ــ ثاني هذه البنود هو الشعور بالعجز تجاه كل شئ وأي شئ ، لأن الأحداث التي تمر به لايستطيع التحكم فيها ، فلماذ يضيع وقته في التفكير واتخاذ قرارات خارجة عن إرادته..

((ــ البند الثالث هو الشعور بعدم الاستعداد لمواجهة مخاطر التغيير وهذا الشعور يكون واضحاً لدي هؤلاء الذين ليس لديهم ارتباط قوي بشخص أو هدف أو فكرة ، فيجدون صعوبة في اتخاذ قرارات حاسمة لتغيير حياتهم .. فالشعور بالارتباط القوي يمنحنا شجاعة تجعلنا ندرك قيمة مابين أيدينا وأهمية مانسعي لتحقيقه .. ومن يفتقر إلى هذه الشجاعة بتجنب اتخاذ قرار يعلم أنه يحمله مسئولية الإخلاص لشئ ما أو شخص ما ،بينما تجنب المسئولية يجعله حراً .. وهذا تفكير خاطئ بالتأكيد لأن الحرية إنما تأتي من المسئولية ، والإنسان الحر فعلاً هو الذي يكون مسئولاً عن حياته واختياراته ولايترك حياته هكذا بدون قرارات جريئة وهامة ..

((ــ البند الرابع في فاتورة عدم التغيير هو الشعور بالندم الناتج عن التغيير الذي سيحدث رغماً عنه وهو مضي العمر بدون أي حصاد ..فنشعر أننا نكبر ونترهل دون أن نتقدم خطوة واحدة ..

((ــ إذا آمنا فعلاً بضرورة التغيير في حياتنا ..فكيف يتم هذا التغيير ، وهل نضمن أن يكون إلى الأفضل ؟؟

((ــ غالباً مايتم التغيير في أعقاب أزمة من أزمات الحياة ، فإذا تعلمنا ألا نهرب من أزماتنا وأن نواجهها بالطريقة الصحيحة وباتخاذ القرارات الجريئة الشجاعة ..فقد تتاح لنا فرصاً رائعة للنجاح والتفوق والرضا النفسى ..

((ـ وإذا أدركنا أننا لسنا سجناء شخصية تكونت في طفولتنا أو مراهقتنا في قالب لايسمح بالتغيير ،بل إننا كائنات قابلة للتكيف في كل الأحوال والأوضاع ، وتحررنا من الخوف من المخاطر التي تصاحب عملية التغيير ، أو تقبلناه كشعور طبيعي لايجب أن يعمي أبصارنا عن إيجابيات التغيير او كضريبة ندفعها برضا في مقابل خدمة متميزة .. إذا فعلنا كل ذلك بوعي وبفهم نكون قد هيأنا الطريق لجني ثمار التغيير .. ثم بعد ذلك تأتي خطوات التغيير والبداية تكون بضرورة إدراك أوضاعنا وفهم مشاعرنا بشكل صحيح وهذا يقودنا إلى اكتشاف أنفسنا .. وكلما زادت معلوماتنا عن أنفسنا اكتسبنا أبعاداً جديدة لعقولنا .وهذا ما أدركه سقراط حينما دعا تلاميذه إلى التنقيب في أعماق نفوسهم للوصول إلى المعرفة الإنسانية الشاملة ..

((ـ فقط لاتصمد أمام مظاهر الطبيعة ، ولاتقف في مواجهة تيار التغيير الطبيعي فكل لحظة هناك منحة ربانية جديدة ،الذكي فقط هو من ينتبه إليها ويغتنمها في رحلة التغيير للأفضل ..

ألفت جعفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق