الخميس، 17 فبراير 2011

تحية وسلام على الثوار


من شباب يناير 72 إلى شباب يناير 2001

تحية وسلام على الثوار

كاميليا عتريس

عندما كتب الشاعر الكبير " أحمد فؤاد نجم قصيدته

صباح الخير على الورد اللى فتح جناين مصر

صباح العندليب على يشدى بألحان السبوع يا مصر

صباح الداية واللفة ورش الملح فى الزفة

صباح يطلع بأعلامنا من القلعة لباب الخلق

كتبها نجم شباب يناير 72 الذين هبوا دون خوف من زائر الفج أو ما كان يحدث للمعتقلين من تعذيب

خرجت جموع الطلاب فى جامعات مصر تريد أخذ الثأر من العدو الإسرائيلى وأزالت عار الهزيمة .. وخرج الشباب من أجل الحرية والعدل والديموقراطية ومحاربة الفساد ..

وتحقق حلم الانتصار على العدو ، ولكن لم حلم تحقيق الحرية والديموقراطية والقضاء على الفساد على أرض أم الدنيا مصر بل كان يزداد يوما بعد يوم .. وكان لابد من ميلاد جيل جديد يكمل مسيرة الآباء وخرج شباب 25 يناير 2011 .. وعاد نجم مرة أخرى يغنى :

صباح الخير على الورد اللى فتح فى جناين مصر

عندما بدأت ثورة الشباب فى 25 يناير لا أحد ينكر أنها كانت بدعوة منهم لكل أقراد الشعب وعندما وجدنا – نحن – الآباء أن الموضوع جد هذه المرة وليس مثل كل مرة ساتبقة خرج الجميع لمساندتهم فى تحقيق حلمهم فى الحرية والديموقراطية والقضاء على الفساد . وهذه شهادات آباء من جيل يناير 72 شاركوا أبنائهم ثورة يناير 2011 .

· سمير غطاس

وصوته النحاس

قال نجم :

صباح الخير على الورد اللى فتح فى جناين مصر

وبلغ يا سمير غطاس

يا ضيف المعتقل سنوى

بصوتك ده اللى قلة من نحاس

صاح الخير على الثانوى

وأهلا بيكم فى القلعة

وياللى فى الطريق جايين

مادامت مصر ولادة

وفيها الطلقة والعادة

هتفضل شمسها طالعة

برغم القلعة والزنازين

عندما سأل د. سمير غطاس عن هذه الأغنية قال لى : " كنا فى 73 معتقلين فى سجن القلعة حيث كنت طالب فى كلية طب الأسنان وضمن قادة الحركة الطلابية التى كانت تريد إنهاء فترة اللاحرب واللاسلم مع العدو الإسرائيلى ونريد دخول المعركة وتحرير الأرض وأيضا كنا نطالب بالحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية .

ثم يضيف : " أتذكر أن بعد القبض على ووضعى فى سجن القلعة كانت زنزانتى فى بداية ممر السجن وكنت من خلال ثقب الباب أعرف الذين يتم اعتقالهم يوميا وبالتالى كنت ابلغ بقية المعتقلين فى الزنازين الأخرى بصوت عالى وأغلب القادمين كانوا زملائنا فى الجامعة وبعض المعارضين لسياسة السادات وكان أحمد فؤاد نجم معتقل فى زنزانة بعيدة ودائما يسأل عن الضيوف الجدد للمعتقل . .

وفى مرة جاء مجموعة شباب صغير على غير العادة وسأل نجم عنهم فقلت له بصوت عالى جدا : " دول صغيرين أوى يا نجم ماعرفهمش وبيقول طلبة فى ثانوى .. وبعد ساعات قليلة كتب فيها نجم قصيدته الشهيرة ( صباح الخير على الورد اللى فتح فى جناين مصر ) تحية لطلبة المدرسة السعيدية الثانوية الذين خرجوا للمطالبة بالحرية والديموقراطية والمساواة . "

ثم يتحدث د. سمير غطاس عن تجربته فى عام 68 ، 72 ، 73 فيقول : " هزيمة 67 أثرت على الشباب فى تلك الفترة لأن الدعاية الناصرية كانت تقول دائما أننا أقوى قوة فى الشرق الأوسط .. فالهزيمة أحدثت هزة كبيرة فى وجدان الشعب المصرى بشكل عام وجيل الشباب بشكل خاص .. والشباب باعتباره فى تلك الفترة طليعة المجتمع لأنه لم يكن هناك أحزاب سياسية وكانت قبضة الأمن شديدة والعمل السياسى خارج الاتحاد الاشتراكى كان يجرم .. ففى الجامعة منذ حرب 67 بدأنا التحرك الطلابى رغم القيود الشديدة التى تفرض علينا من قبل إدارة الجامعة والحرس الجامعى وأجهزة أمن الدولة .. ومع ذلك استطعنا أن نخلق رأى عام داخل الجامعة كنا نطالب بإعادة النظر فى كل السياسات التى أدت إلى هزيمة 67 وهو الحدث الذى فجر مظاهرات الطلاب ثم انضمام أغلبية الشعب المصرى وصور الأحكام الهزيلة التى صدرت بحق قيادات سلاح الطيران التى عرف المصريون أنهم سبب الهزيمة .. لم يقبل الطلاب فى هذه الفترة الأحكام الهزيلة فثاروا على كل شيء .. واستمرينا على الثورة والثأر من العدو ودخول الحرب وتحقيق العدالة والديموقراطية فكانت الحركة الطلابية عام 72 ، 73 حتى تحقق نصر أكتوبر ."

ثم يضيف د.سمير غطاس قائلا : " حقا ثورة الشباب مستمرة منذ عام 68 وحتى الآن فنحن فى الحركة الطلابية كنا نرفع نفس المطالب التى ترفعها ثورة الشباب الآن ولكن ظروفنا كانت أصعب .. فكانت قبضة الأمن شديدة والعمل السياسى صعب خارج المسموح به من قبل الحكومة .. رغم ذلك استطعنا أن نخلق رأى عام داخل الجامعة ثم خارجها وتمكنا من صياغة برنامج شامل يتضمن مطالب طلابية مثل إلغاء الحرس الجامعى وإطلاق حرية العمل السياسى داخل الجامعة ، وكان هناك برنامج ديموقراطى يطالب بإطلاق حرية تشكيل الأحزاب حيث لم يكن يسمح – كما قلت – من قبل إلا بحزب واحد هو الاتحاد الاستراكى .... وطالبنا بحرية تشكيل النقابات المستقلة للعمال والنقابات المهنية وحرية الصحافة والتعبير وإطلاق سراح المعتقلين وإنهاء المحاكم الاستثنائية والاعتقالات التى كانت شائعة فى ذلك الوقت .. وأيضا كانت هناك مطالب اجتماعية والمطالب الوطنية التى تنادى بمواجهة شعبية شاملة مع الاحتلال الاسرائيلى فى الأراضى المصرية .. "

ويضيف أيضا قائلا : " هذه العناوين والمطالب الأساسية فى البرنامج الوطنى الذى رفعناه فى 68 هى نفس العناوين التى تضمنتها وثيقة اللجنة الوطنية للعمال والطلبة التى التف حولها جموع الشباب والطلاب فى مصر ومن ثم لقيت تأييدا واسعا من النقابات المهنية والعمالية وأوساط عديدة من المجتمع المصرى وتحولت الحركة الطلابية إلى طليعة للحركة الشعبية المصرية بما يمنع السادات من استمرار اعتقال الطلاب لفترات طويلة أو تلفيق أحكام قضائية ضدهم . أما الحركة الحالية فهم أكثر حظا منا وحركتهم تتمتع بمميزات خاصة .. التغطية الإعلامية الدولية والعربية التى لعبت دورا هاما فى الحركة والدعم المعنوى الدولى والخارجى .. لقد تحقق فى أسبوعين فقط عدد من الإنجازات التاريخية الهامة التى عجزت الاحركة السياسية المصرية كلها بمختلف أحزابها عن تحقيقها خلال الــ 50 عاما الماضية .. ولا أجد غير أن أقول لهم ( صباح الخير على الورد اللى فتح فى جناين مصر "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق