الثلاثاء، 15 فبراير 2011

شباب حقق حلمه


ناهد الشافعى

منذ عامين كتبت فى مجلة صباح الخير موضوعا عناونه " طيار طار حلمه " .. عن شباب مصر كنت أكتب عن هؤلاء الذين استسلموا لليأس والإحباط والضعف والفقر والجهل ..

اعتقدنا جميعا أن شباب مصر – ومعهم كل المصريين – قد فقدوا القدرة على مجرد الاعتراض .. الطيار – الذى قصدته – كان شابا متفوقا .. عاش سنوات عمره القليلة يحلم أن يصبح أستاذا جامعيا ، وباحث فى مجال تخصصه . يقدم – من خلال أبحاثه – حلولا لمشاكل بلده التى يحبهاأو كان يحبها .. اجتهد ونجح وتفوق وكان حقه أن تعينه الجامعة فى كليته ، ولكن – لأنه لا يملك الواسطة المطلوبة – رفضوا تعيينه . استسلم الشاب وترك حلمه وبدأ يبحث عن عمل فى مجال تخصصه ، وعندما وجد فرصته اكتشف أنها من وحق من يشتريها .. اكتشف الشاب وأسرته ان الوظائف فى هذا البلد تباع وتشترى ، ولنه لم يستطع توفير ثمن الوظيفة – عشرين ألف جنيه – تخلى عن حلمه الثانى ، وقرر فى لحظة ضعف أن يحلم على مقاسه .. وقبل وظيفة " الطيار " وهى توصيل طلبات المطاعم للزبائن على الفيسبة .

حاول الشاب أن يقنعنا أن هذا هو حلمه الجديد ، وأنه سعيد به ، واعتقدنا جميعا أن الشاب استسلم لضياع حلمه .. ولكننى فوجئت به فى ميدان التحرير يرفع حلمه عاليا .. يصرخ بحماس " حققت حلمى " .. يلومنا لأننا فقدنا الثقة به ولكنه يبتسم غير غاضب يبكى صديقه الذى استشهد بين يديه ، ولكنه يعدنا بالمستقبل الجميل الذى انتظرناه طويلا ..

أثبت لنا هذا الشباب أنه مهما طارت الأحلام ، فهم قادرون على الحلم الجديد ، ومصممون على تحقيق أحلامهم .. وأحلامنا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق