الثلاثاء، 15 فبراير 2011

الحقوها...الحقوها...السوايسة ولعوها!


بسنت الزيتونى


لم أقدر قيمة الدم الساخن الفائر اللاهث فى عروق السوايسة إلا يوم 25 يناير حين جمع شباب الثورة حطبها والسوايسة ولعوها !! حين أمسكوا الشرارة وأعلنوها بكل جسارة إما الحرية أو الشهادة ليسقط أول شهيد للثورة فى السويس الباسلة الرابضة المبنى خيال أولادها على حكايات بطولات حقيقية وقت حرب الاستنزاف فى الفترة ما بين ( 67 إلى 73 ) وقت النصر والعبور وحكايات كانت تحكيها أمى عن الفدائى مصطفى أبو هاشم وحكايات صبر وجلد ومحاربة الاستعمار .. الكل فيها انسلخ من جلده وادفن فى حلم واحد اتولد .. يا يعيش حر وأحرر بلادى من العدا يا أدفن فى أرض الوطن ، حكايات جميلة كانت تلمع العيون وهى ترسم الحدث !! لكن خيالى العقيم كان فاقد الأمل أن هذه الروح ممكن تتخلق بعد العدم ، لكن يا مصر فيك رجال .. فيك شباب بداخلهم حلم الوطن اترسم جوة القلوب الخضرة اليانعة .. نحن فقط بعيوننا المكسورة المهزومة كنا لا نرى ، لكن المشهد اختلف بعد يوم الجمعة الساعة 6 يوم 11 من فبراير .. راح الكابوس ولاح الأمل !!

الأمل والمستقبل دفع مهره شباب فى عمر الورد المفتح جوة الجناين والبيوت جوة البلكونات .. واحنا حابسينهم فى إنهم بتوع ( تشات ) .. لكن دول شبابك يا مصر اللى جابولك الأمل والمستقبل وبكرة اللى انظلم .. كان المهر غاليا. نعم أكثر من 300 شهيد وأكثر من 5000 جريح علينا ألا ننساهم حتى نرسم الحلم الجميل فى بكرة الجاى.

إغفرى لىّ يا حبيبتى ، كنت بقلب أم أدعوا الله أن يخلوا الميدان وبقصر نظر وانهزام كنت أقول "ما اللى أخدناه كفاية" ، لكن بعد ما وطأت قدماى أرض الميدان تمسكت به بعد أن شممت رائحة الحرية ولمست على أرضه الأخوة والمساواة والعدل والكل يتجمع فى واحد باختلاف الاتجاهات والطبقات والديانات .. الكل على قلب رجل واحد وهدف واحد ، فتمسكت مثلهم بالميدان حتى جمعة التحرير لكنى أتشوق إلى روح الميدان وهى الروح التى يجب أن تسود السنوات القادمة إذا أردنا الخروج ببلدنا من النفق المظلم من كوننا دولة نامية أو نايمة أو فقيرة إلى دولة متقدمة يقظة غنية ، تحفظ لمواطنيها كل حقوقهم وأحلامهم .

روح ميدان التحرير هذه لابد أن نحافظ عليها فهى الدرع الواقى لكى نخطو ببلادنا إلى مستقبل مشرق تكون فيه مثل البرازيل أو أندونيسيا أو الصين التى تغزو العالم بمنتجاتها .. صحوة الشباب وطاقاتهم لابد أن نستلهم منها خريطة للمستقبل للإنتاج لاستعادة روح التحضر .. أعتقد أن هذا ليس صعبا بعد 25 يناير 2011 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق