الثلاثاء، 1 مارس 2011

خايفة أطمئن!!


أمل فوزي

نحن في لحظة فارقة ، لحظة تحتم على الجميع ان يوجد داخل الصورة ، أن يكون هناك قدر واضح ومحدد من فهم الصورة ، لابد أن نفهم ماذا يجرى حولنا ، نحتاج إلى تفسيرات حقيقة بعيدة عن الديباجات ومحاولات التطمين المبالغ فيها .

كيف نرى الصورة ونقرأ المشهد الحالي الآن بعد مرور حوالي ثلاثة اسابيع من بداية فعاليات الثورة .

نعم ..إنها بداية الثورة ، الثورة الفعلية التي علينا أن نحصد أهدافها أو بمعنى أدق نحقق مطالبها ن ما تم طرحه والمطالبة به منذ الأيام الأولى للثورة .

تنحى الرئيس .. بعد محاولات طويلة للمراوغة ..لا يعنى أنتهاء الثورة ، ولا يعنى نجاح الثورة ، بلا شك هو امر يعنى الكثير من الحرية ومن إثبات الشرعية الثورية ، اثبات للإرادة المصرية التي ارادت فقررت ففعلت ...ولكن مازال المشوار طويلاً وصعباً ويحتاج إلى يقظة وقلق صحي على مستقبل هذه الثورة ، مشوار يتطلب فيه ان نفهم الأرضية التي أنطلقت منها الثورة ونفهم جيداً الأرضية التي سنكمل بها هذه الثورة ، مشوار يتطلب منا المزيد من " الصحصحة " ، " الوعي " ، العمل والبناء والتكاتف وكثير من القيم الرائعة التي لا خلاف عليها ، ولكن ما اتحدث عنه هو متطلبات مرحلة أخرى تستوجب أن نكون محددين بشكل قاطع وممنهج ومرتب في افكارنا ومطالبنا ، فالحلول الوسط لن تجدي ولن تكون في مصلحة الثورة ولن تنجحها ، الفرق كبير بين المرونة وبين " إعادة " المسرحية التي عاشها هذا الشعب عقودا طويلة من حياته حيث أنه قبل الاشتراك في لعبة أنه يعيش في " شبه بلد " ويقنع نفسه انه ربما يكون " شبه مواطن " ...عفواً ..هذا الدور المبتذل لم يعد يجدى ..الآن الصوت الوحيد الذي علينا أن نقبل به والدور الذي علينا أن نكافح من أجل اقتناصه " لعبة الحق والواجب " ..الحقوق والواجبات هي الفيصل الآن ..القانون هو سيد الموقف على الكبير والصغيرفي هذا الوطن ،مشوار تحقيق العداالة و الحرية لهذا المجتمع مشوار طويل يتكلب أن نفهم الصورة جيدا ، علينا بتحليل وقراءة المشهد برؤية شاملة وهذا لن يتحقق- في رايي- إلا إذا توحد المجموع بنفس عبقرية التوحد أثناء الثورة ، ولكن علينا ألا نترك العنان فقط للعفوية والتلقائية ، فإذا كانت الإرادة الجمعية هي التي حركت الجدار الاسمنتى من فوق عقولنا ونفضت الخوف عن قلوبنا ، فمن الأفضل الا نتوقع أن تحقيق المطالب والكفاح من أجل تحقيقها سيحدث بنفس الطريقة ..الأمر يتطلب تواصل ، مشروع فهم ووعى وتداول معلومات بين أفراد الشعب ، على الشعب أن يكون فاعلاً ، علينا الشكر والانتباه معاً لنغمة " التطمين المبالغ فيها من قبل " المجلس العلى للقوات المسلحة ، نغمة " شكراً لأنكم قمتم بالثورة ، شكراً لكم يا شباب ...فعلتم ما تقدرون عليه وآن الآوان أن تستريحوا ونكمل لكم الطريق ، لأنه دورنا في الحفاظ على ثورتكم ...

مع كل الامتنان والتقدير لهذه الجمل الرائعة الباعثة بالطمأنينة على القلوب إلى انها جمل غير مقبولة وتحمل في طياتها أمر بالابتعاد وهو ما لا نقبل بحدوثه ..

ولك نقلبي اطمأن قليلاً عندما قابل ائتلاف شباب الثورة المجلس العسكري الموقر لينقل له كل مطالبه ومطالب الشعب ، وقد عقد الشباب مؤتمراً صحفياً لنقل ما حدث في اللقاء بين الطرفين " الائتلاف وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة " .

وهذا هو نص بيان المطالب الآجلة والعاجلة لائتلاف شباب الثورة:

http://www.facebook.com/note.php?note_id=113547712055711&id=189347454419734

أعرف أن تحقيق جميع المطالب لن تحدث في يوم وليلة ، ولكن ما هو مثير للدهشة والتساؤل أن هناك العديد من المطالب التي تستوجب أن يتم حسمها بأسرع وقت حيث أن التأخير في تحقيقها يفقد الكثيرين الثقة ، أليس من البديهي ان تكون حكومة دكتور شفيق غير موجودة على الخريطة السياسية الآن : اليس بديهياً ان رئيس الوزراء الذي هبط علينا بقرار رئيس جمهورية فقد شرعيته لدى الشعب منذ يوم 28 يناير ، فإذ به يعين لنا رئيس وزراء ليقوم بأعمال الحكومة ويسير اعمالها ، وهو أيضاً فاقد الشرعية ، أليس الأمر غريباً وغير منطقي على الإطلاق ، وما الذي يجعل الفريق أحمد شفيق في حالة " استقتال " على هذا المنصب الذي يعلم جيداً أنه جاء بقرار وبسلطة من لا سلطة له ، فعلى أي أساس ولماذا ؟

هل هناك ملفات ما لايريد أن يتركها الفريق أحمد شفيق لحكومة انتقالية تأتي بإرادة الشعب ؟، ها هناك معلومات ما لا يريدون تداولها خاصة أن هناك حالة رهان على الوقت ؟

ما هي الدوافع وراء التباطؤ في تنفيذ مطلب شعبي بتكوين حكومة تكنوقراط في مرحلة انتقالية ، أليس هذا الحل وسيلة لتخفيف العبء والثقل من على عاتق المجلس الأعلى الذي يريد أن يحمي ثورة الشعب ونحن الشعب نريد أن نرحم المجلس من صداع الإدارة المدنية ، بل ونريده أن ينهى مهمته الر ائعة الباسلة على أكمل وجه حتى يؤمن مصرنا وحدودها .

الحلول ليست صعبة وليست مستحيلة ، ولكن ما نريده في هذه المرحلة هو أن نفهم الحيثيات ، أن يتم تداول المعلومات بشكل حاسم ...

لا نريد استهلاك طاقاتنا في أمور غير مبررة ، أو على الأقل غير مفسرة وغير مقتعة لشعب اثبت للعالم أنه من الصعب الوقوف أمام إرادته الجمعية .

كل ما أريده هو التأكيد على ما طالب به ائتلاف شباب الثورة ، دعونا نفكر وفق منهج علمي وخطة زمنية محددة ...مطالب شرعية وبديهية نطلبها ...المقابل لها ..استجابة أو موعد محدد بإجراءات تنفيذها ..الوقت لا يسمح إلا بأن نتحدث بالمعلومات وبالمنطق وبالخطة الزمنية وبترتيب الأولويات لا " بالمفاوضات واستهلاك الطاقة والمراوغة " .

الحقيقة انني أريد ان أطمئن ، بدون خوف ...بدون هواجس !!


للمشاركة : amalfoz@hotmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق