السبت، 5 مارس 2011

تعظيم سلام ...عشان ما تنضربش على قفاك !!


أمل فوزي

الرفاق حائرون ، يتساءلون ، يعملون برامج كثيرة ورغي أكثر ، يتناقشون ويتحاورون "كيف نعيد الأمن للشارع المصري ؟ ، كيف نعيد الثقة بين رجل الشارع وبين ضابط الشرطة ، والحقيقة انه من الأجدى ان نقول بمنتهى الصراحة : كيف نبنى علاقة بين المواطن وبين ضابط الشرطة ، بين ذلك الجهاز الذي تقع على من كان يديره وهم فئة من " الخونة " الذين لا يجوز عليهم وصف اقل من تهمة " الخيانة العظمى " ، تلك التهمة التي ستظل لصيقة بهذه المرحلة الزمنية والحقبة التي سيتذكرها كل مصري شاهد وشهد ماحدث بعين شاهد العيان و أيضاً بعين اوبقلب الخائف الذي كان قابعاً في منزله ..من ماتوا ومن جرحوا ومن خافوا ومن تم ترويعهم ...كلهم أبرياء وضحايا في ذنب ذلك الجهاز الذي لوث الطاهر منهم ، بل قتله ايضاً ، وسيسجل التاريخ ما حدث للواء مححمد البطران مدير سجن الفيوم ، الذي ظل وثبت بقسمه لحماية شعبه ، حافظ على القسم ورفض التخلي والخيانة فقتلوه .

يسألون الآن كيف تعاد العلاقة وفي كل مرة اسمع فيها هذا الحوار ، اصاب بالتشنج واريد ان أقول باعلى صوت واشق حنجرتي صارخة : حاكموا القتلة ، فتمتصوا الغضب ، أخرجوا علينا ، على الشعب بمحاكمات عاجلة وحاسمة ، تحمل المسمى الحقيقي لها " الخيانة العظمى والقتل العمد ، واستخدام رصاص محظور دولياً في مواجهة مواطنين عزل لا يرتكبون اي خطأ قانوني ، فقط يعبرون سلمياً عن مطالبهم ، قتلوا لأنهم ينفذون الدستور والقانون ويعبرون عن حقهم في التعبير ...يا الله "

هذاالأجراءات هي وحدها التي ستساعد في احتمال التعامل مع جهاز وأفراد الشرطة ، أليس من حق مصر ان تنعم بوزير داخلية يحمل صفة وقيمة" إنسان " ؟، لماذا يكون من نصيبنا وزير داخلية يأتي في لحظة فارقة في التاريخ الوطنى لهذا البلد ، يدفع ثمنه الشهداء والشباب بدمائهم فإذا به يتحدث بنفس الطريقة المعتادة ، فيقول : " لأ طبعاً ما كانش لازم يتم استخدام القنابل في كإجراء أول ، كان من المفروض أن يستخدم كإجراء قبل أخير !!!!!!!!!!!!!!!!

اكاد أنفجر ..ماذا تقول ايها الوزير الذي خرجت علينا بهذه الأقوال البشعة ؟!!

وزير مازال يتحدث عن الأجانب والعناصر الأجنبية المحرضة التي كانت موجودة في الميدان ...هذه هي كلمتك عن الخيانة العظمى ، هذه هي شهادتك للتاريخ عن انفلات أمنى تسبب فيه وزير ، عندما دخلت عليه زنزانته قدمت له " تعظيم سلام " ، ألم يكن شهداء مصر وابناءها هم الأولى بهذا التعظيم ...يالله ..ما هذه العبثية .

هذا ما تفتق له ذهنك وقسمك وفكرك نحو حل الأزمة بين الشعب والشرطة .

هذه هي حنكتك نحو امتصاص غضب واستهجان كل مواطن مصري تم ترويعه وتخويفه ، عندما تم إطلاق سجناء ومجرمي هذا البلد على الشعب ..وأنت تعلم جيداً أيها الوزير ..من كان السبب في هذه المهزلة الأمنية المذهلة .

لهذا ..أنصح المواطن المصري أن يبني علاقته بضابط الشرطة وفق مرجعية تمت مصادرتها منذ ثلاث سنوات تقريباً ..يبني علاقته على معرفة بحقوقه وبواجباته ..عشان ما ينضربش على قفاه .

عمر عفيفي ، اسم مرتبط بجملة شهيرة ألفها ووضعها كمرجع يمكن المواطن من فهم حدود العلاقة بينه وبين ضابط الشرطة .

العقيد عمر عفيفي الذي عمل 20 عاما في الجهاز الشرطي المصري قبل أن يستقيل، فلم يكن راضيا عن الأوضاع داخل الوزارة والطريقة التي يعاملون بها المواطن، والضغوط التي يمارسها الرؤساء علي الضباط، فاستقال وعمل محاميا ومدربا في مجال حقوق الإنسان، وأنه طوال فترة عمله في الوزارة لم يعذب مواطناً ولا صفعه أو أهانه، لأن قوة القانون أكبر من قبضة أمناء الشرطة.

تمت مصادرة الكتاب الذي جاء تحت عنوان "علشان متنضربش على قفاك"، بدون أي سند قانوني "وأن وزارة الداخلية لجأت إلى مصادرة الكتاب بدون أي أحكام، عبر جمعه من باعة الصحف بكل وسائل الترهيب والترويع"، مشيرا إلى أنه تم بهذه الطريقة مصادرة 10 آلاف نسخة من الكتاب .

ذلك الكتاب الذي يوجه المواطنين المصريين إلى كيفية التعامل مع كمائن الشرطة، وأساليب التفتيش وأوامر الاعتقال، والضوابط الخاصة بتفتيش النساء. ويشير إلى أنه وظف خبرته الطويلة في الشرطة وعمله الحالي في مجال حقوق الإنسان لتأليف الكتاب وتقديمه "للمواطن البسيط لكي يعرف حقوقه في المجالات الشرطية المختلفة". كتاب في صيغة سؤال وجواب يشرح فيه للمواطن البسيط حقوقه وواجباته، ويعرفه بمصطلحات كثيرة يجهلها مثل الفرق بين التحري والكمين وإذن التفتيش، ومن يجوز له تفتيش سيارته أو زوجته تفتيشا ذاتيا وكيف يمكن أن يشكو ضابطا عذبه أو لفق له تهمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق