الخميس، 10 مارس 2011

أرجوك أيها المصري ...لا تتكعبل !!


أمل فوزي

إنها لحظة إعمال العقل ...إما أن يسوقنا تفكيرنا وعقلنا إلى فهم الأمور على حقيقتها وإما أن نكون قد شاركنا – بقصد أو بدون قصد – في كعبلة الأمور أكثر وأكثر ، نكون قد ساهمنا في جريمة إفشال الثورة – والعياذ بالله .

أدعوكم وأتوسل إليكم أن تقرأوا المشهد بهدوء ...

من له مصلحة في كعبلة هذا الوطن ؟

من له مصلحة أن يبقى النظام كما كان – حتى وإن اختفت بعض الأسماء من الصورة ؟

من له مصلحة كبرى وعظيمة في أن يتشتت الشعب المصري بعد أن كان موحداً ؟

من له يد في تفتيت القوى الوطنية ، من له المصلحة في دس السم في عقول ووجدان هذا الشعب ؟

من له مصلحة في هذا الاحتقان المفتعل ؟

لن أسمح لعقلي بقبول أن ما حدث ويحدث في هذا التوقيت من احتقان طائفى دموي عنيف هو صدفة أو هي هبة شعبية تلقائية ، ولن أسمح لعقلي بالإغفال عن توقيت الأزمة .....( أحمد شفيق يرحل من رئاسة الوزراء ، يأتي المهندس عصام شرف الذي جاء بترحيب من الثوار والكثيرين من الشرفاء ، فإذا بسيناريو الكعبلة يأتي معه أو بمعنى أدق " يتطبخ " لمرحلته ، كارثة وجريمة أمن الدولة في فرم المستندات والتخلص مهنا التي تدين هذه المؤسسة ، متزامناً مع أزمة الكنيسة والخلاف في قرية صول " مركز أطفيح " بسبب قصة حب بين شاب وفتاة ، لم نشهد من قبل أن يخرج المسيحيون لقطع طرق وكباري واعتصام لشل البلد ، إن هذه التهييج المتعمد لا أظن أنه تلقائي ، ولا هي طريقة المسيحيين في مصر ، لم يفعلوا ذلك حتى مع أقسى درجات الظلم والعنف معهم ، أثناء مذبحة كنيسة القديسين مثلاً ، والتي ثبت انها من تدابير العقل الشيطاني والمجرم حبيب العادلي مع جهازه المعني " ببهدلة " أمن الدولة ، لم يفعلها المسيحيون من قبل في اشد الأوقات ضغطاً عليهم ، ومن لم تسعفه الذاكرة ، نذكره [اروع أيام ثورة الشباب والشعب ، ثورة التحرير ، حيث كان الصوت مصري خالصاً لوجه الله والوطن ، لا مسيحي ولا مسلم ، وهذه هي الروح التلقائية ، ولمن من له المصلحة في أن " يقلب الترابيزة " ، و" كرسي في قلوب ووجوه المصريين التي أنارت ثورة الحرية ...

تعقلوا ايها المصريين وأقرأوا المنشهد جيداً ولا تنساقوا إلى ألاعيب تريد تحطيم ثورتكم وكعبلة أحلامكم ، لا تنخدعوا بمن يريد تحريك خيوط قضايانا المصيرية بخيوط الماريونيت ، ليوقعنا ويخطمنا ويقنع الكثيرين ممن هم في حالة الصمت وعدم القدرة على تبني موقف أو رؤية ، ممن يخافون أن يسلكوا طريق التغيير ، لأنهم خائفون من دفع الثمن اي ثمن حتى وإن كان رفاهيتهم ، ما يحدث هو سيناريو مقصود لضرب الثورة في مقتل ، والمقتل الحقيقي لهذا الوطن هو " فرقة ناسه " ، تشتيتهم ، " خلق الضغينة بينهم ، تشكيكهم في انتمائهم لبعضهم البعض ، آن الأوان لترتيب أولوياتنا ، الأخطر الآن هو الالتفات لذلك الفساد السياسي الوضيع الرخيص الذي يحاولون من خلاله ضرب " ثقة ناس هذا الوطن في بعضهم البعض " ، الأخطر من فساد نهب المليارات – وإن كان مهماً – هو خطر " التفريق " ، ضرب مصرية المصريين في مقتل " مسيحييها ومسلميها .

أرجوكم انتبهوا ...لاتسمحوا لهؤلاء الخونة بضربنا في أعز ما نملك وأعز ما تبقي لنا في هذا الوطن برهان التاريخ وهو " وحدة صفنا وتوحدنا لبناء هدف واحد " هو إنسانيتنا ومصريتنا .

لا تسمحوا للخونة والمرتزقة ولمحركي تيارات الثورة المضادة ولأصحاب المصالح والنفوذ والنظام أن ينجحوا في " تغييب عقولنا عما هو أخطر وهي محاسبتهم ووقف طغيانهم الشيطاني الممتد بلا حدود " .

مطلوب منا جميعاً ان نكون على قوة وقلب رجل ومصري واد ، نخلق برامج وحناجر وأفكار ومنطق رصين قوي للتوعية ، عدم السماح بكعبلتنا.

لعلكم تتذكرون ما قاله العالم ألبرت أينشتين :
الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر فى العالم ,
هو فقط : ألا يفعل الأخيار اي شيء !

أيها المصريون افعلوا شيئاً ...حتى وإن كان هذا الفعل هو فكرة بسيطة مفادها ...أرجوك أيها المصري لا تتكعبل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق