الاثنين، 7 مارس 2011

ضربني وبكي وسبقني واشتكي!!


ألفت جعفر

هذا هو حال الجهاز الشرطي في أزمتنا الأخيرة ..تخلي عن واجبه القومي في حمايتنا بل وانقلب ضدنا وانحاز لأعدائنا من البلطجية وقطاع الطرق الذين هددوا أمننا وأرهبوا أطفالنا.. كل هذا بدعوي أنه عبد المأمور فلم يكن ليملك إلا طاعة أوامر رؤسائه .. والآن ،وبعد أن رأي هؤلاء الرؤساء يتساقطون كأوراق الشجر الجاف العطن ،راح يتباكي ويشكو من المعاملة غير الكريمة التي يلقاها من أبناء الشعب الذين طالما عانوا من تعسفه وظلمه وافترائه.

أسمع من يردد أن العاملين في هذا الجهاز الشرطي أغلبهم من الشرفاء وهم أخوة لنا نحن منهم وهم منا ويعانون من كل ما نعاني نحن منه ، وهذا صحيح وحقيقي مليون في المائة ، ولكن هذا قدرهم ؛فالذين أساءوا وخانوا الوطن هم جزء منهم وستظل هذه الوصمة فوق جباههم مالم يطهروها بأيديهم بمحاسبة من جلبوا لهم وصمة العار هذه ..وعليهم أن يصبروا ويتحملوا معاملة أبناء الوطن لهم حتي يتموا هذا الأمر على خير وجه ويخرجوا إلينا ناصعي البياض غير ملوثين بدمائنا ..إنها معركتهم هم عليهم أن ينتصروا فيها ويثبتوا لنا أنهم عادوا إلينا شرفاء غير ملوثين فنستقبلهم بالحفاوة الواجبة والشكر الجزيل .

وإلى أن يتم ذلك لايصح أن يتركوا أماكنهم في حمايتنا ويؤدون واجبهم دون تقصير ..وعلى رؤسائهم الجدد محاسبة أي متقاعس بتهمة الخيانة العظمي لأن التقاعس غن أداء الواجب خاصة في مثل هذه الظروف هو فعل مشين يرقي إلى مستوى الخيانة العظمي ..وأذكركم بالأمس ـ وهو ليس بالبعيد ؛فلازلنا نذكره ـ وهو ما حدث بعد هزيمة 67 وكيف تحمل جنود وضباط القوات المسلحة آنذاك سخط واتهام كل المصريين لهم ، وكان مجرد ظهور ضابط القوات المسلحة بزيه العسكري مدعاة للخزي والعار وسخرية طبقات الشعب كله ..ولكن ضباط الجيش الشجعان لم يسلكوا مسلك الشرطة ولم يجلسوا في بيوتهم أو داخل مكاتبهم ،بل تحملوا سخط الجماهير بصبر وإحساس عظيم بالخزي ،وعادوا إلي مواقعهم وثكناتهم وواصلوا التدريب والعمل الشاق حتي أتي أوان الحصاد وجاءوا لنا بنصر أكتوبر 73 الذي شهد العالم كله أنه معجزة بكل المقاييس ..لقد غسلوا عارهم بإيديهم فاستقوا الاحترام وعندها تحولت نظرات السخرية إلى نظرات فخر وإكبار وحملوهم فوق الأعناق وردوا لهم صكوك الثقة والولاء والعرفان من جديد .

لماذا إذن لايريد جهاز الشرطة الاعتراف بالخطأ ويتحمل نصيبه من الأزمة التي تسبب فيها ،بدلاً من البكاء والنحيب على الثقة التي تداعت والاحترام الذي ولى ويعمل بكل إباء وشمم وقوة لاستعادة الثقة والاحترام وبأقوى مما كانت .

هناك أكثر من اقتراح للملمة الجراح منها ماأسرته لي صديقتي سلوي الخطيب وهو التعجيل بتخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة ونشرها في المواقع التي تحتاج للتأمين بجانب قلة من العناصر القديمة لأن الخيل أعلم بفرسانها فيتحقق التكثيف المطلوب في هذا الوقت الصعب ..وقد ذكر لى أحد المعلمين بأكاديمية الشرطة أنهم الآن بصدد تنفيذ هذا المقترح .

دعوني أقول إن مثل هذا الاقتراح قد أخذ به بالفعل أيضاً في أعقاب هزيمة يونيو 67 حيث تم الإعلان عن قبول دفعة حديدة للقبول في الكلية الحربية من أبناء الطبقة المتوسطة والدنيا من شباب المصريين في حملة تعبئة شاملة لإزالة آثار العدوان وتم التبكير بتخريج الدفعة 62 من طلبة الكلية الحربية بعد تكثييف الدراسة فيها بإلغاء جميع الأجازات لتخرج لنا دفعة مختلفة ولكنها متميزة قذف بها في أتون الحرب بالإضافة لاستدعاء كل الشباب في سن التجنيد من كل ربوع مصر وإعاده تدريبه لرفع كفاءته القتالية لاجتياز الأزمة ورفع عار الهزيمة .

شئ مثل هذا ينبغي عمله الآن وأزمتنا اليوم لاتقل بحال عن أزمة الأمس فاستعادة أمن وأمان الوطن مطلب لايدانيه سوي استعادة تراب الوطن نفسه !!

إذن فليتم استدعاء الشباب الجامعي ممن لم لم يجد عملاً بعد وهم كثر وينتظمون في كورس تدريبي مكثف للعمل الشرطي المؤقت بأجر رمزي ليقوم بدوره في حماية الشرعية الثورية التي احتشد لها الشباب الواعي بالملايين في ميدان التحرير..ولن يتواني أي شاب لتلبية نداء الشرف والواجب بعد الآن .

هذه الاقتراحات وغيرها كثير تردد عبر الصحف وبرامج التلفزيون أضعها أمام اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية الجديد والذي نعقد عليه الآمال في استعادة دور الشرطة الصحيح وهو خدمة الشعب وأبناء الوطن ،وهو بالفعل أهل لهذه الآمال ، لتفعيلها بأسرع ما يمكن حتي نتمكن جميعا من العودة لأماكن عملنا وتنتظم الحياة من جديد لنبدا عملية البناء لأن هذه الحالة الحادثة الآن فلا يمكن السكوت عليها ولايصح أن يقبلها رجال الشرطة الشرفاء بأي حال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق