الأربعاء، 16 مارس 2011

الفوضى الخلاقة إلى متى ؟.. كاميليا عتريس


كتب الزميل عمرو الليثى فى المصرى اليوم بتاريخ 11 مارس فى نهاية مقاله الأسبوعى " على الجيش أن يؤدى دوره الحقيقى المنتظر منه فى حماية الثورة من أعداءها ، وأظن أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لديه القدرة على ذلك إن شاء الله "

وما جذبنى فـــى هذه العبارة أنها كانت تدور فى ذهنى على مدى أيام منذ اندلاع ما يسمى " إثارة الفتنة الطائفية " وكيف تم تجيش المتظاهرين من كل البلاد سواء داخل مصر أو خارجها ..

ورأينا من قبل كيف تم اقتحام حصون ( سور الصين العظيم ) – أقصد قلاع أمن الدولة الحصينة – التى كان من المستحيل أن يفكر أحد من الشعب على الاقتراب من أحد الشوارع القريبة من أى حصن من حصونها ، وبكل بساطة وبدون عناء اقتحمت وشقت بطونها ورأسها وألقى بكل ما فيها على الطرقات ؟!!

وحدث هذا المشهد بالضبط فى أقسام الشرطة ثم السجون بنفس السيناريو ، وألقى بكل ما بداخلها من أسلحة وبشر علينا ، وما زلنا نعانى وسوف نظل نعانى من هذا الهروب الكبير .

وأما ما حدث يوم ( موقعة الجمل ) لثوار التحرير كان كل صغير وكبير فى منطقة ( نزلة السمـــان ) بالهرم يعرف فور حدوثها من المتسبب فيها ، ومن الذى أعطى الأوامر بها !! ورغم ذلك ظل مرتكبيها أحرارا حتى تم القبض عليهم منذ أيام قليلة .

وفى كل مرة نسأل أين جيشنا العظيم جنود الله فى الأرض ؟؟!! وهل لو كان الجيش هو صاحب هذه الثورة وقد أعد لها كما كان بثورة 23 يوليو .. هل سيكون الوضع مختلفا عما نحن فيه الآن ؟؟!! وهل شباب 25 يناير أصحاب الثورة لم يعدوا إعدادا جيدا لثورتهم قبل القيام بها ؟؟

حقيقة أنا حائرة مما يحدث الآن .. ولو قارننا ثورتنا بالثورات العالمية الشهيرة مثل الثورة الفرنسية أو بالثورة البلشفية أو الصينية ، أو بالثورات على الديكتاتورية مثل الأسبانية على فرانكو وشاوشيسكو فى رومانيا.. أجد أننا ثورة من نوع آخر من أم أنجبت جنينين غير مكتملين ..

ونتيجة ذلك ما نراه الآن يحدث فى الشارع المصرى من مطالب فئوية أكثرها مفتعل ، وأعمال بلطجة ، وحالة عدم استقرار فى المؤسسات الصحفية والتليفزيون وكذلك الجامعات والمؤسسات والشركات الكبرى ..

وهذا جعل الكثير منا يتساءل لماذا لم يتم التغيير الفورى لكل رموز الفساد خاصة من ثبت فساده على مدى 30 عاما من رؤساء مؤسسات ومحافظين ومجالس محلية ، وكل كوادر النظام السابق .. ؟؟ لماذا كل هذا التباطؤ فى تغييرهم لكى يعود الاستقرار؟!!

وهناك مشهد آخر أكثر رعبا هو الإصرار على التعديل المحدود للدستور الذى يجعلنا نعود لنقطة البداية مرة أخرى .. بل يعود بنا إلى ما قبل الثورة .. فكما نعرف لو تمت الانتخابات قبل تغيير الدستور كاملا فمن هى القوى المستعدة لخوض الانتخابات .. الحزب الوطنى فى ثوبه الجديد ؟؟ أم الجماعات الإسلامية ؟؟ فى حين أن الشعب المصرى المقهور على مدى عشرات السنين لم يتمكن من المشاركة الفعالة بها .. فقد استطاعت الحكومات الفاسدة أن تبعده عن التفكير فى أى شيء سوى لقمة العيش .. وأصبح لا يعرف حقوقه السياسية أو العيش بكرامة أو عدل .. ورفع البعض شعارات سلبية منها ( الجبن سيد الأخلاق ) و ( عيش جبان تموت مستور ) و ( يا حيطة دارينى ) .. إلخ من المقولات المتخاذلة لشعب عظيم وعريق مثل الشعب المصرى .

أما المشهد الأخير الذى أراه وأسال نفسى أين نحن من هذا كله ؟! وهل نحن مدركين لما يحدث حولنا من مؤامرات منذ عام 2003 .. ؟!!

كما يقول الكاتب جمال الجميل فى مقاله الأخير : " إن هناك دراسة لـ ( مايكل ليدين ) الباحث الشهير فى معهد ( أمريكا إنتربرايز ) ومؤسس مفهوم ( الفوضى الخلاقة ) الذى أطلقها منذ عام 2003 لمشروع التغيير الشامل فى الشرق الأوسط مرتكزا على ضرورة هدم وتدمير بنية هذه المجتمعات قبل إعادة بناءها من جديد .. "

" وتكتمـــل المؤامـــرة من خلال تطويـــر نظرية الفوضى الخلاقة بمعرفة رجل البنتاجون ( توماس بارنيت ) الذى يسعى لزعزعة الاستقرار السياسى فيما يسميه بـ ( بلدان الثقب ) من أجل تبرير تدخل ( بلدان القلب ) ويقول صراحة هذا فى دراسته "

كم أقلقنى هذا الكلام وخاصة أننا الدولة الوحيدة التى يمكن لبلدان القلب أن تزعزع استقرارها .. لكن أملى فى أن يقدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة وشباب 25 يناير على إنجاح الثورة للنهاية واستقرارها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق