الجمعة، 1 أبريل 2011

مؤنس زهيري يكتب : أزمة نقابة الصحفيين وكيف ضاعت المهنة


إبن نقيب النقباء يكتب لصباح الخير الآصلية بمناسبة العيد السبعين لتأسيس نقابة الصحفيين

اليوم .. و بعد سبعون عاماً من مولد نقابة الصحفيين ..

اختفت النقابة في معناها .. و بقي مبناها ..

اختفي النقيب .. و اختلف اعضاء مجلس النقابة فيما بينهم ..

نقابة بدأت قوية لأنها اعتمدت علي اتفاق و هدف و عمل و اخلاص ..

و خلصت الآن الي شقاق و تنافر و اختلاف و تباعد و شجار ..

تأسست قوية عظيمة قائدة تنقد و لا تخاف تهاجم و لا تجزع ..

و خلصت الي ضعف و استكانة و تقوقع و خوف و ترقب ..

بدأت قتالها دفاعا عن المهنة و وجودها و تأثيرها و قوتها ..

و خلصت الي مبني حجري مصمت جامد ساكن كئيب فرت منه الحياة ..

بدأت مع الصحفي فكانت ملكاً للصحفي تدافع عن وجوده سبعين عاما ..

و خلصت ضد الصحفي الذي يعتصم بمبناها و فلا يجد مدافعاً عنه ..

بدأت مكاناً للفكر و الثقافة و الرؤية و البصيرة للمهنة و للوطن ..

و خلصت الي مكان لتقديم الشكاوي ضد رؤساء التحرير الجبابرة ..

بدأت تحمي الصحفي ليقوم بمهمته الوطنية كما يمليه عليه ضميره ..

و خلصت تتوسط بين الصحفي و رئيسه حتي لا يضره في قوته ..

بدأت قوية لأنها كانت مع ابنائها تحميهم فكانت ملاذاً آمناً لهم ..

و خلصت ضعيفة مستكينة لأنها اعتمدت علي استجداء الموارد للحياة ..

بدأت قوية مكاناً لوطنية الصحفيين يؤثرون في احداث الوطن ..

و خلصت مكاناً لمبيت صحفي يلوذ بها يعتصم بها من ظلم رئيسه ..

بدأت بنقيب قوي و مجلس نقابة قوي قضيتهم مهنة الصحفي و حياته ..

و خلصت الي نقيب اختفي و انطوي فغاب صوت النقابة عن الوطن ..

بدأت بمجلس نقابة متفاهم متجانس يعزف نوتة مهنية واحدة ..

و خلصت الي مجلس متنافر مختلف متشاجر لا يتفق الا علي خلاف ..

نريد نقيباً قوياً فاعلاً خادماً اميناً علي مهنة الصحافة و اصحابها ..

نريد نقيباً لا يحول النقابة الي مكان لمبيت الأعضاء المظلومين المتضررين من رؤسائهم اصحاب البطش و النفوذ ..

نريد نقيباً لا يحني قامة المهنة امام رئيس .. اياً كان ذلك الرئيس ..

نريد نقيباً مع المهنة لا ضدها .. مع الصحفي لا مع رئيس الصحفي ..

نريد نقيباً ضد رئيس الصحفي و تعسفه و ظلمه و جبروته و قهره .

نريد نقيباً يفتح باب الانتماء الي المهنة لكل من يحبها و يخلص لها

نريد نقيباً لا يمد يده الي رئيس او وزير ينتظر النفحات الحكومية ..

سنوات طويلة مضت انحنت فيها قامة النقيب امام الوزير في انتظار اقرار البدل الصحفي .. فانحنت قامة المهنة كلها .. فاصبحت لا صوت لها يرتفع الا للمطالبة بذلك البدل المخزي المهين للصحافة و للصحفيين ..

اصبح عرفاً سائداً عند كل انتخابات نقابية ان يرتبط نجاح النقيب بقيمة ما سوف يحصل عليه من بدلات نقدية او قطع اراضي لبناء مساكن , و هكذا اصبح ثمن نجاح نقيب بعينه معروفاً ..

لن يتكرر ذلك الأمر في الانتخابات القادمة تحت اي ظرف من الظروف ..

لن تنحني قامة المهنة او قامة النقيب مرة قادمة امام رئيس او وزير ..

لهذا انا ضد كل رئيس مجلس ادارة او رئيس تحرير لمؤسسات الصحافة و من قبلهم ضد كل من يقزم المهنة .. فيتقزم اصحابها ..

ضاعت المهنة و كرامتها عندما انحنت قامة النقيب امام الرئيس .. و في ذلك الأمر درس لكل من ينتمي الي المهنة المقدسة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق