الأحد، 27 مارس 2011

كأنك يابو زيد ماغزيت!!(ألفت جعفر)


ألفت جعفر

ضاق رجل بحياته بعد معاناة طويلة مع زوجته وأهلها .. فاض به الكيل ..نصحه أهل الخير بتغيير العتبة !! وعنها ؛قرر أن ينهي هذه الحياة الثقيلة بتطليق هذه الزوجة والزواج بأخري رغم ما كبدَه هذا من نفقة ومؤخر صداق باهظ وأعباء أخري كثيرة..دفعها راضياً أملاً في الخلاص من هذه الحياة المهينة مع زوجة جعلته يعيش حياة الموت أفضل منها .. بعد فترة قصيرة ضاق ذرعاً بالوحدة ومشاكلها وأخذه الحنين إلي الزواج ،وراح يمني نفسه بزوجة جديدة ..وبدأ في إجراءات الزواج الجديد ..وفي يوم العرس كانت بانتظاره مفاجأة كبري ....... العروس الجديدة هي نفسها الأخت التوأم للزوجة السابقة !!..

تخيلوا معي شعور هذا الرجل ..ولكن لماذا التخيل ؟؟ هل فيكم من ينكر إنه يشعر بنفس هذه المشاعر؟؟ كلنا بشكل أو بآخر نستشعر خيبة الأمل والإحباط ونحن نري الحلم الكبير في صنع مصر جديدة وقد تحول أو في سبيله إلى أن يتحول إلى كابوس فظيع !!

كنا نظن أننا بعد أن قدمنا دم الشهداء فداءً لمصر أن تصبح مصر لنا وليست علينا ..

كنا نتطلع بعد أن دفعنا ثمن الحرية الباهظ أن تتطهر مصر ممن نهبوها واستباحوها وأخروها عن اللحاق بركب الحضارة والمدنية والتقدم ومنعوها أن تتبوأ المكانة المتميزة التي تستحقها ونستحقها معها ..

كنا نأمل في أن ننال الحرية والكرامة بعد طول مهانة وذل ،نعم كانت لنا آمالاً وطموحات كثيرة تطول السماء ـ ربما نكون قد تعجلنا النتائج ،ولكن الحقيقة أننا لم نر ولو حتي مجرد مقدمات أو بشائر تطمئن أو تجعلنا نستبشر خيراً رغم كل قصائد الأمل التي نسمعها بل ونرددها نحن للآخرين ربما خوفاً وفزعاً وهولاً من الإصغاء لتلك الهواجس ومئات الأسئلة الحائرة التي تملأ صدورنا:

فلايزال السؤال عن الثالوث الخطير فتحي سرور وزكريا عزمي وصفوت الشريف ولماذا هم طلقاء رغم مانعلمه جميعاً عن خطرهم ،يتردد دون إجابة واحدة شافية ،بل علي العكس يخرج علينا أحدهم وهو فتحي سرور ليدلى بحديث طويل على حلقات على صفحات المصري اليوم (ولا أدري لماذا المصري اليوم دون أي من الصحف القومية التي أفسدوها بجعلها صوت النظام ،لماذا يتبرؤون منها الآن ، وبالمناسبة هذا هو نفس سلوك اركان النظام الحالى بالتعامل مع القنوات الخاصة بديلاً عن القنوات الرسمية والغريب إنهم يتكاسلون في تغيير قياداتها ) أعود إلي حديث د. فتحي سرور الملئ بالأكاذيب بكل جرأة دون أن يجد من يقول له خسئت وكثرت أكاذيبك !!ولايزال السؤال لماذا يترك أعوان النظام السابق يتجولون بكل هذه الحرية في أرجاء مصر ..

لماذا الإصرار على وجود د. يحيي الجمل رغم فشله الواضح في مهمته الصعبة ؟بل ولماذا أوكلت إليه أصلاً كل هذه المهام من المحلس الأعلى للصحافة والمجلس الأعلى للجامعات وشئون مجلسي الشعب والشوري والمجلس القومي للمرأة وغيرها وغيرها دون أن نسأل هل يستطيع من هو في سنه ولن أقول بعلاقاته برموز النظام السابق وعلي رأسهم الفريق أحمد شفيق (الذي لايترك مناسبة إلا وأعلن اعتزازه وإشادته به ) ود.فتحي سرور أستاذه ومرجعه في كل خطواته ؟؟لماذا يحيي الجمل بالذات وليس أحداً آخر أو مجموعة آخرين!!

والمثير أن يتردد أن رئيس الوزراء الجديد د, عصام شرف هو الآخر لايخطو خطوة إلا بعد استشارة د. يحيي الجمل ..فهل يعقل هذا والأهم ألا يثير المخاوف والشكوك ؟؟

بل والأخطر من هذا وذاك ..هل تعلمون أن طاقم مكتب د, شرف هو نفسه الطاقم الذي كان يعمل مع د.أخمد نظيف ومدير مكتبه الأمين الذي أتي به معه من وزارة الاتصالات لواء محمد أبو طالب ..أيضاً سكرتارية د. يحيي الجمل هي نفسها نفس السكرتارية التي خدمت مع د. مفيد شهاب ..فإذا كانت هذه الخلية من مديري المكتب والسكرتارية قد استمرت علي هذه الكراسي سنوات طوال ألا يساورنا الشك في قدرتها على تسيير الأعمال وفقاً للرؤي السابقة ،وهو مايحدث بالفعل وفق تأكيدات عديدة بلغتني شخصياً ..

هل يمكن أن ننتقل إلى عهد جديد وآفاق جديدة وتغيير حقيقي بينما من يقودون منظومة الإعلام هم أنفسهم الذين غيبوا الوعي وضللوا الشعب وهللوا للنظام السابق ..

بالله عليكم قولوا لي ماذا يمنع التغيير سوي عدم وعي من يملكون الزمام الآن بأهمية الإعلام ودوره الخطير الذي لايدانيه دور في هذه المرحلة التي نعيشها كأمة ؟؟

لماذا يتركون الأوضاع في كل المؤسسات في حالة غليان ولا يحركون ساكناً ؟؟

أخشي أن أردد مايتردد في أذهاننا جميعاً: أننا لازلنا لم نبرح مكاننا قبل معركة التحرير ..وأن العروس الجديدة هي بالضبط الأخت التوأم للزوجة النكدية القديمة و.. "كأنك يابو زيد ماغزيت"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق