الأحد، 3 أبريل 2011

أمل فوزي تكتب :صباح الأصنام


كان اليوم صباحاً مقبضاً ، مثيراً لكثير من الاسئلة والتداعيات ، بضغطة غير مقصودة مررت على القناة الثانية الأرضية حيث برنامج صباحك عندنا ، وترامى إلي سمعي بعض الجمل لشخص يتحدث مع المذيعة والمذيع ،من هو هذا المتحدث الذي فردت له مساحة زمنية لا تقل عن 20 دقيقة ...آه والله ؟، هو المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية...يتحدث عن إيه بقى ؟ خذ عندك :

· حرمانية التماثيل والمقصود بها التماثيل الفرعونية مثلاً وكل ما يرمز للحضارة المصرية ...يتحدث بوصفها أصناماً ، وللهروب من سؤال المذيع له ..أفهم من ذلك انك تطالب بهدمها ، فإذا به يقول : هناك علاج آخر ، مثل طمس وجوه التماثيل بمادة شمعية لإخفاء معالم الوجه !!!!

· يتحدث الشحات عن السياحة المصرية ( وهو غير راض عنها ) لأنها وسيلة لترويج هذه التماثيل وكذلك حرمانية الخمور والذي منه ..

· طرح الشحات أنهم ( السلفيون ) براء من هدم الأضرحة ...

· يطالب بأن يكون هناك كيان تنظيمي يجمعهم أي السلفيين كجمعية خيرية او مسجد يكون من المعروف أنه مركز لهم .

على مدار أكثر من عشرين دقيقة ، كنت مذهولة من هذه المناقشة التي لا تتسم على الإطلاق بالمهنية كما وصفتها المذيعة وهي تقول : " طبعاً لأني لازم الإعلام يكون حيادي " ..أي إعلام هذا الذي يفرد مساحة لنتحدث عن الأصنام وندخل في جدل : هل نهدم تماثيل الحضارة المصرية أم نطمس معالمها ، ثم يأتي متحدث باسم الأوقاف ليرد على هذا السخف والجهل والتخلف ،

أعلم أن البعض ( الحافظون غير الفاهمين ) سيقولون : هي دي الديمقراطية ؟

صحيح هذه هي الديمقراطية ، أمن تتناحر الأفكار وتتصارع ويكون لكل رأيه وفكره ، ولكنني أتحدث عن قواعد إعلامية ومهنية – من المفترض أنها تخلق حالة وعي واستعداد لمثل هذه الأفكار ، ولهذا الجدل الشائك الذي يستوجب ثقافة وصحصحة وفهم ومعلومات .

بدا المشهد امامي مائعاً خائباً وهزيلاً ، حيث اكتفى كل من المذيع والمذيعة بدور المتلقي المستمع ( الحيادي ) الذي يسير على اشواك عدم التصريح بموقفه ...يا نهار أسود !!

بدا المشهد لي مخيفاً – ليس من حديث السلفيين وهراءهم ولا منطقهم الذي لا أريد أن أعطيه أكثر من حجمه الهزيل – فلن أقع في فخ أن أدخل من البداية في جدل عن هدم حضارة ، وأن أدافع عن السياحة ونحاول أن نصل لحل وسط بوجود " سياحة إسلامية " حيث لا نسمح إلا بزيارة السائحين الذين أعلنوا إسلامهم وتصبح المساجد والنيل فقط هي المزارات السياحية المسموح بها ولا يجوز إلا احتساء الشاي والنعناع للسائحين !!!

عفواً لن أدخل في هذا الجدل العبثي الذي لا طائل له ...ولكن كل ما يهمني هو أن نكون عقلاء متيقظين واعين أننا نساهم في ترويج هذه الأفكار العبثية في هذا الزمن وأيضاً ونحن لدينا مشوار طويل من الكفاح لبناء وتطوير هذا البلد لا المساهمة في هدمه وانهياره وطمس هويته .

اعود إلى الإعلام الذي يدير مثل هذه الأفكار بنفس الأسلوب الذي يديرون به حواراتهم الفنية الساذجة على طريقة : " يا ترى إيه آخر أعمالك الفنية " ؟

الديمقراطية تعني أننا علينا واجب الاجتهاد وااستذكار والكفاح لنتعلم كيف ندير هذه الديمقراطية ، كيف نمارسها ، كيف نستخدم أدواتها وآلياتها ، لا أن نتعامل معها بالمنطق العشوائي .

أخطر ما في هذه المرحلة ،الاصطدام ...نعم سيحدث الصدام بين أفكار مكبوتة وأفكار مدمرة ، وأفكار متحررة وأفكار عاقلة ، أفكار كثيرة -في تصوري أننا علينا أن نكون جاهزين لاستقبالها والتعامل معها أو التصدي لها بكل ما أوتينا من قوة ، علينا أن نكون مدربين ، على الإعلام أن يكون ايضاً جاهزاً ومدرباً وباذلاً لمجهود حقيقي – لا مكان لممارسة الإعلام " الجاهل " الذي ظل سنوات طويلة " مائعاً يمسك العصا من المنتصف ....قال إيه عاوز يكون حيادي ..الحيادية الخائبة في الإعلام تذكرني بالأصنام التي لا تسمن ولا تغني من جوع !!!

ارحمونا بقى ...كفانا ثقافة الأصنام !!

هناك تعليق واحد:

  1. انا بس نفسي اعرف مين ابن تيييييت اللي وزهم على المشاركة السياسية , و بعدين هم بيطلعوا ليه على التلفزيون هم مش كانو بيقولوا عليه " المفسيديون "
    بقى فيه سكر دلوقت ؟ عجايب

    ردحذف